هرمون الحليب
هرمون الحليب (البرولاكتين) هو هرمون مصنّع من البروتينات يوجد لدى النّساء والرّجال لكن بنسبٍ متفاوتة، يُفرَز عن طريق تحفيز من الغدة النّخامية، وبطانة الرحم، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز المناعي، من الغدد الثدييّة نفسها[١]، ولا يزداد إفرازه في حالة النوم العميق؛ إذ لم تتوصّل الدراسات إلى أيّ علاقة بين مراحل النوم وإفرازه، وإنَما يزداد إجمالًا خلال وقت النوم بغضّ النظر عن مرحلته[٢].
ويعدّ ارتفاع مستواه عند المرأة هو الأمر الأخطر؛ لأنّه مؤشر إلى الإصابة بأمراض أخرى قد تصل خطورتها إلى أورام في الغدّة النّخامية، من الأسباب الأخرى التي ترفع هرمون الحليب عند المرأة التّعرض للضغط النفسي، وبذل مجهود شاق[٣].
علاج هرمون الحليب بالأعشاب الطبيعية
عند لجوء المريض إلى التداوي بالأعشاب ينبغي التواصل مع طبيب مختص بالطب البديل؛ حتى يحصل على العلاج المناسب بالجرعات المناسبة. ومن أهم النباتات المستخدمة في علاج ارتفاع هرمون الحليب ما يلي[٤]:
شجرة العفّة، التي تُعرَف بتأثيرها في موازنة الهرمونات، وتُستخدم منذ أيام اليونان للمساعدة في علاج اضطرابات الدورة الشهرية المختلفة، إذ ترتبط المركبات الحيوية الموجودة فيها بمستقبلات الدوبامين وتمنع إطلاق البرولاكتين من الغدة النخامية. وتستغرق مدة العلاج بها ثلاثة أو أربعة أشهر للحصول على التأثير المطلوب؛ لذلك فمن الأفضل الانتظار مدّة ستة أشهر قبل إعادة اختبار مستويات هرمون الحليب.
وفي دراسة ألمانية نُشِرَت في مجلة للطب البديل شملت 34 امرأة يعانين من فرط برولاكتين الدم، لوحِظَ انخفاض ملموس في مستويات هرمون الحليب المرتفعة في 80٪ من المشاركات، وقامت الدراسة على تناول ما بين 30 و 40 ملغ من شجرة العفّة يوميًا لمدة شهر واحد، وانتهت بنتيجة انخفاض مستويات هرمون الحليب، بالإضافة إلى انخفاض أعراض اضطرابات الدورة الشهرية المختلفة[٥]. وهناك أيضًا بعض الأعشاب المُغذّية لجهاز الغدد الصمّاء والغدة النخاميّة؛ مثل[٥]:
العبعب المنوِّم.
التوت ذو النكهات الخمس.
العَقداء عديدة الأزهار.
عرق السوس.
الجينسنغ الأمريكي.
الأقنثة اللاسعة.
سرّة الأرض.
الماكا أو جُذور الجِنسنج البيروي.
كما تُستخدَم النباتات الطبيّة الدّاعمة لصحّة الغدة الدرقية، وأهمها الجذر الذهبي؛ إذ ينتج من قصور الغدة الدرقية ارتفاع في مستويات الهرمون المطلِق لمنشّط الدرقية؛ الذي بدوره يُحفّز إفراز الهرمون المنبّه للدرقية وهرمون الحليب بزيادة، وحدوث هذا في نسبة إفراز هرمون الحليب قد يسبِّب فرط برولاكتين الدم[٥]. ومن الأعشاب التي قد تخفّض ارتفاع هرمون الحليب؛ إذ تستخدمها السيدات في فطام الأطفال الرُضّع، كلّ مما يلي[٦]:
النعناع.
الميرمية.
الياسمين.
البقدونس.
عُشبة مريم.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الوصفات الشعبية المتداولة لخفض هرمون الحليب المرتفع خاطئة، بل ربّما ساهمت في ارتفاع مستوى الهرمون أكثر؛ مثل: وصفة خلط الحلبة مع حبة البركة وتحليتها بالعسل وشربها في اليوم الخامس من الدورة الشهرية، أو خلط حبّة البركة مع الرشاد وإضافة العسل للتحلية. والحقيقة أنّ كلًّا من الحلبة وحبة البركة ترفعان مستويات هرمون البرولاكتين[٧][٨]. كما تُستخدَم وصفة بتناول شراب الشعير الخالي من الكحول في صباح كلّ يوم بمنزلة علاج جيد لارتفاع إفراز هذا الهرمون، غير أنّ الحقيقة خلاف ذلك[٩]. كما تنتشر وصفة تقوم على مبدأ خلط عروق الصباغين بالبكورية الطبية مع الميرمية واليانسون والورد الجوري، ثم إضافة الماء المغلي إلى هذه المكونات وتركها لتنتقع، وشرب الخليط مرتين في اليوم. وربما تتسبّب في رفع هرمون الحليب على عكس ما هو شائع؛ إذ إنّ إحدى الدراسات أثبتت أنّ عروق الصباغين ترفع مستويات هذا الهرمون لدى فئران التجارب[١٠]. أمّا بخصوص وصفة خلط المردقوش مع القليل من الميرميّة وغليها وشربها في صورة شّاي يوميًّا على الريق أو في المساء، فإنّ فاعليتها غير مثبتة، وما وصل إليه الباحثون كله خلال دراسة أُجريت في الجامعة الأردنية عام 2016 هو أنّ المردقوش يخفّض الأندروجينات المفرزة من الغدة الكظرية[١١].
علاج ارتفاع هرمون الحليب طبيًا
الهدف من العلاج هو إعادة البرولاكتين إلى مستوياته الطبيعية، وهناك عدد من الخيارات لتحقيق ذلك، ويُذكَر منها ما يلي[١٢]:
أدوية البروموكريبتين والكابيرغولين، إذ تخفض مستويات هرمون الحليب، وتُقلّص أورام الغدة النخامية.
الجراحة، لإزالة أورام الغدة النخامية إذا كانت الأدوية لا تعطي نتائج جيدة.
العلاج بالإشعاع، يُلجأ إليه في حال فشل الأدوية والجراحة.
علاج قصور الغدة الدرقية، ذلك بإعطاء هرمون الغدة الدرقية المُصنّع، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الحليب.
تغيير الأدوية، إذا كانت مستويات هرمون الحليب العالية ناتجة من الأدوية الموصوفة لعلاج أمراض أخرى يعاني منها المريض، فتوصف الأدوية البديلة لها عبر الطبيب.
أهمية هرمون الحليب في الجسم
يؤدي هرمون الحليب وظائف مهمّة في الجسم، وهي تتلخّص في ما يلي[١٣]:
مسؤول عن مستوى القدرة الجنسية عند الإنسان، والرغبة، والصحة الانجابية لديه.
مسؤول عن تطوير الأعضاء التناسلية عند المرأة، خاصّةً الثدي، وتنظيم هرمون الإستروجين.
له وظيفة أخرى وضرورية؛ هي الحفاظ على سلامة رئتَي الطفل بعد الولادة[١٤].
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
توجد عدة أمور تُسبِّب ارتفاع هرمون الحليب منها ما هو طبيعي، ومنها ما هو مرَضي[١٣]، ويوضّح ذلك من خلال ذكر ما يلي:
التعرّض للضغوط النّفسية المختلفة، وزيادة التوتر والقلق؛ ذلكما لأنّ الغدة النخامية هي المسؤولة عن التحكم بهرمون الحليب ومستواياتهِ في الجسم.
يرتفع هرمون الحليب عند حدوث الحمل، وفي مرحلة ما بعد الولادة من أجل الرضاعة.
يرتفع أثناء الدورة الشّهرية، وهو من الأسباب الطبيعيّة التي تؤدّي إلى ارتفاع هرمون الحليب.
يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية؛ مثل: أدوية الغثيان، وبعض الأدوية المضادة للكآبة، وأدوية الصرع.
إصابة الغدة النخامية بتورّم صغير وحميد لا يُصنّف سرطانًا.
قصور الغدة الدرقية.
أمراض الكلية.
أورام الغدة النخامية الأخرى.
تناول بعض الأعشاب؛ مثل: البرسيم الأحمر، والحلبة، والشومر.
مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب
أعراض فرط برولاكتين الدم تختلف عند الرجال عنها لدى النساء، وهي مذكورة وفق ما يلي[١٥]:
بالنسبة للرجال:
نمو غير طبيعي بشكل ملحوظ للثدي، أو ما يُعرَف بالتثدّي.
إفراز الحليب من الثدي.
العقم.
تدنّي مستوى القدرة الجنسية لديه من خلال ضعف الإنتصاب.
فقد الرغبة الجنسية.
الصداع.
تغيّر في الرؤية.
بالنسبة للنساء:
ألم في الثديين.
الإصابة بالعقم.
اضطرابات في الدّورة الشهرية أو تأخيرها عن موعدها.
تدفق الحليب من الثديين لغير المرأة المرضع.
ضعف الرغبة الجنسية أو فقدها .
جفاف المهبل.