جواهر الأعشاب للطب البديل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جواهر الأعشاب للطب البديل

يهتم بعلاج الامراض بالأعشاب الطبيعية وبأحدث ماتوصل اليه الطب البديل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحاديث عن فضل قراءة القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:37 pm

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). حديث جابر رضي الله عنه : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد). حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ). عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب إرض عنه ، فيقال إقرأ وإرق ويزاد بكل آية حسنة ) . قال عمر ابن الخطاب : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ). عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) . حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أذِن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن ) . عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيراَ له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله ) وفي رواية (ياويلى). قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين ) رواه مسلم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا ) رواه أبو داود. يقول عليه الصلاة والسلام : (من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي فقد إستصغر ما عظمه الله). قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن البيت الذي يتلى فيه القرآن يتسع بأهله، ويكثر خيره، وتحضره الملائكة، وتزجر منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل يضيق على أهله، ويقل خيره، وتخرج منه الملائكة، ولا تزجر عنه الشياطين ). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) صحيح البخاري. عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ، لم يعطهن نبي قبلي ). عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ). عَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ :رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : ( من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت ). عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال ). عن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو جمع القرآن في إهاب ماأحرقه الله في النار ). عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) رواه البخاري ومسلم. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إقر علي القرآن فقلت : يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل , قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري فقرأت حتى إذا بلغت : "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علىهؤلاء شهيدا " فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل ) رواه البخاري ومسلم. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا حسد إلا في اثنتين , رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل , ورجل أعطاه الله مالا , فهو ينفق به آناء الليل والنهار ) رواه البخاري ومسلم. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يؤتى يوم القيامة بالقرآن , وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا , تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:43 pm

القرآن كما جاء بالتشريعات للناس في كل زمان ومكان، ومن يحتكم إليه تنتظم حياته ويرى النور جليًا وتتبارك حياته وأيامه، فأيضًا قراءة القرآن وحدها لها فضلٌ عظيم وكبير على قارئه، فمن يقرأ القرآن دومًا سيسترشد شيئًا فشيئا إلى أسرار الكون والخلق، وإحكام نظامه الذي أودع الله سبحانه مفاتيحها في دستوره العظيم، فقراءته وتأمله عبادة كبيرة وعظيمة يفتقدها الكثير من المسلمين للأسف فتاهت دروبهم في الحياة على إثرها. وفي فضل تلاوة القرآن قول الرسول عليه السلام :" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر " و هذا تشبيه عظيم للجوهر والمظهر  وأهمية القرآن في صلاحهما سويّة، وإلا فإن دروب النفاق أقرب. ولكل حرفٍ يقرأه المسلم من القرآن فضل وأجر، وذلك لأن قراءة القرآن تلهي عن الغيبة والنميمة فكان لقراءته الأجر العظيم يقول عليه السلام :" من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "... وللتشجيع على قراءة القرآن فعلى الأصدقاء والأقران أن يجتمعوا على قراءته وتدارسه، ولهذا أجر كبير يقول عليه السلام"وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، فهذا فضل كبير يحاول المسلم أن يصل لهذه المرتبة العظيمة بكل أعماله الصالحة، يحاول جاهدًا والطريق إليه بسيط، وهو بتلاوة القرآن تكون الملائكة على جواره تحفه برحمات الله . وإذا كانت قراءة القرآن ذات فضل عظيم، فكيف بمن يعلم القرآن ويشق طريق الأجر و الثواب للأطفال والصبيان يعلمهم كتاب الله، و كيفية تلاوته، وطريقة حفظه، قال عليه السلام:" يا أبا هريرة تعلم القرآن، وعلمه الناس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت و أنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك، كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام". وكثيرة هي الأحاديث والآيات القرآنية التي قرنت سعادة الحياة الدنيا بالقرآن، وقرنت النور والضياء والهداية بقراءة القرآن، وعليه فليكن للآباء وللمعلمين، و لكل ذي شأن دور في أن تكون الناشئة قارئة لكتاب الله، متدبرة لمعانيه، وأن تسير في طريق حفظها له في قلبها وتصرفاتها، فالقرآن نور من تخلى عنه لم يرَ نورًا في حياته قط.






وفي فضل تلاوة القرآن قول الرسول عليه السلام :" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر " و هذا تشبيه عظيم للجوهر والمظهر  وأهمية القرآن في صلاحهما سويّة، وإلا فإن دروب النفاق أقرب. ولكل حرفٍ يقرأه المسلم من القرآن فضل وأجر، وذلك لأن قراءة القرآن تلهي عن الغيبة والنميمة فكان لقراءته الأجر العظيم يقول عليه السلام :" من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "... وللتشجيع على قراءة القرآن فعلى الأصدقاء والأقران أن يجتمعوا على قراءته وتدارسه، ولهذا أجر كبير يقول عليه السلام"وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، فهذا فضل كبير يحاول المسلم أن يصل لهذه المرتبة العظيمة بكل أعماله الصالحة، يحاول جاهدًا والطريق إليه بسيط، وهو بتلاوة القرآن تكون الملائكة على جواره تحفه برحمات الله . وإذا كانت قراءة القرآن ذات فضل عظيم، فكيف بمن يعلم القرآن ويشق طريق الأجر و الثواب للأطفال والصبيان يعلمهم كتاب الله، و كيفية تلاوته، وطريقة حفظه، قال عليه السلام:" يا أبا هريرة تعلم القرآن، وعلمه الناس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت و أنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك، كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام". وكثيرة هي الأحاديث والآيات القرآنية التي قرنت سعادة الحياة الدنيا بالقرآن، وقرنت النور والضياء والهداية بقراءة القرآن، وعليه فليكن للآباء وللمعلمين، و لكل ذي شأن دور في أن تكون الناشئة قارئة لكتاب الله، متدبرة لمعانيه، وأن تسير في طريق حفظها له في قلبها وتصرفاتها، فالقرآن نور من تخلى عنه لم يرَ نورًا في حياته قط.  







مكانة القرآن الكريم يحوز القرآن الكريم مكانةً عظيمةً، ومرتبةً رفيعةً عند المسلمين؛ فهو الكتاب الذي أنزله الله على نبيّه محمّد -عليه الصلاة والسلام-؛ ليكون عنوان الأمّة، وسبب تحقيق عِزّها ومَجدها بين الأُمَم؛ فالتمسُّك بما جاء به الكتاب سبيل تحقيق النصر، وحِيازة الشَّرَف والرِّفعة، ولا تُدرك شخصية الأمّة إلّا بامتثالها لِما جاء به القرآن الكريم من الأوامر، والنواهي؛ فتمتثل الأوامر والتكاليف؛ استجابةً لأمر الله -تعالى- الذي قال: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)،[١] وتتّقي الله في أمور حياتها، قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)،[٢] وتنتهي عمّا نهى الله عنه من الذنوب والمُوبِقات؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نُهيتُم عنه، فانتَهوا)،[٣][٤] كما تجدر الإشارة إلى أنّ مرجعيّة القرآن الكريم تُعَدّ عاملاً مهمّاً في تحقيق وحدة المسلمين؛ فهو الكتاب الذي يشكّل المصدر الأساسيّ لِما يحتاج إليه المسلمون في حياتهم؛ من أحكامٍ وتشريعاتٍ تُنظِّم سلوكهم، وتعامُلاتهم، وهو الكتاب المُشتمِل على القِيَم الأخلاقيّة التي ترتكز عليها التربية الإسلاميّة، كما أنّه مصدر العقيدة الصحيحة للفرد المسلم.[٥]


آداب تلاوة القرآن الكريم آداب تلاوة القرآن أثناء التلاوة يجدر بالمسلم التحلّي بالعديد من آداب تلاوة القرآن الكريم، والتي يُذكَر منها:[٦] الإخلاص؛ فمن آداب التلاوة أن يقصد المسلم بها نَيْل رضى الله -سبحانه-، وابتغاء ما عنده من الأجر والثواب، فإن أراد المسلم بها غير ذلك، كطلب المناصب والرُّتَب، أو تحصيل المال، أو نَيْل مديح الناس، أو منافسة غيره، فإنّه يكون بذلك غير مخلص في عمله، ويُستدَلّ على أهميّة تحقيق الإخلاص في العمل بما ورد في القرآن، والسنّة النبويّة؛ فمن كتاب الله قَوْله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،[٧] ومن السنّة النبويّة قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (مَن تعلَّمَ علمًا مِمَّا يُبتَغى بِهِ وجهُ اللَّهِ، لا يتعلَّمُهُ إلَّا ليُصيبَ بِهِ عرضًا منَ الدُّنيا، لم يجِدْ عَرفَ الجنَّةِ يومَ القِيامَةِ يَعني ريحَها).[٨] الطهارة، وهي من الأمور التي يُستحَبّ للمسلم أن يلتزم بها عند تلاوة القرآن؛ وذلك بأن يكون طاهراً من الحدث، فإن تلا آيات القرآن بغير طهارةٍ، فإنّه يكون قد ارتكب أمراً مكروهاً؛ لعدوله عن الأمر المُستحَبّ، ولا تُحرَّم عليه التلاوة حال الحَدث بإجماع علماء الأمّة على ذلك. نظافة المكان الذي يُتلى فيه كتاب الله؛ فمن آداب تلاوة القرآن أن يتخيّر المسلم من الأماكن أطهرها، وأنظفها بما يليق بكتاب الله؛ ولذلك كان المسجد من أكثر الأماكن التي استحبّ العلماء قراءة القرآن فيها؛ لأنّه مَظنّة الطهارة والتشريف، فإن قرأ المسلم وهو على راحلته، أو في أثناء مسيره في الطريق، جاز له ذلك، إلّا إن خُشِي أن تلتبسَ عليه القراءة، فحينئذٍ يُكرَه له ذلك. استقبال القبلة؛ إذ يُستحَبّ للمسلم استقبال القِبلة عند تلاوة كتاب الله؛ حتى يُحقّق الخشوع والسكينة، وتجوز له القراءة على كلّ حالٍ من غير كراهةٍ؛ سواءً كان مُضطجعاً، أو واقفاً، ويتحقّق له أجر القراءة في الحالتَين، وإن كان الأفضل في حَقّه أن يتلو كتاب الله وهو مُستقبِلٌ القِبلةَ. الحرص على تلاوة القرآن ترتيلاً وتجويداً؛ لأنّ ذلك أدعى إلى تحقيق الخشوع في القراءة، كما أنّه دلالةٌ على احترام المسلم لكتاب الله، وممّا يُستحَبّ عند تلاوة القرآن أن يستجيب المسلم لِما يتضمّنه من آيات الرحمة، أو آيات العذاب؛ فيسأل الله من فَضْله حينما يقرأ آيات الرحمة، ويستعيذ بالله من عذابه حين يقرأ آيات العذاب، قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).[٩] تلاوة القرآن بصوتٍ مُعتدلٍ؛ بحيث لا يجهر قارىء القرآن على قراءة أخيه فيُشوّش عليه؛ إذ ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه: (اعتكف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ فاتُّخِذ له فيه بيتٌ من سعفٍ قال فأخرج رأسَه ذاتَ يومٍ فقال إن المصليَ يناجي ربَّه عزَّ وجلَّ فلينظرْ أحدُكم بما يناجي ربَّه ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقراءةِ).[١٠][١١] تَرك تلاوة القرآن حين الشعور بالنُّعاس والتعب؛ لِئلّا تلتبس القراءة على المسلم؛ فيُقدّم ويُؤخّر فيها، ويذكر ما ليس منه؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ علَى لِسانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ).[١٢][١١] بَذْل الجهد لحفظ كتاب الله في الصدور؛ فالحِفظ من الأعمال المُستحَبّة التي يترتّب عليها الأجر والثواب؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ).[١٣][١١] مراعاة أحكام التجويد عند التلاوة؛ وذلك بالتنبُّه إلى صفات الحروف، ومَخارجها، ومراعاة الإدغام، والإخفاء، والإظهار، والإقلاب، وغير ذلك من الأحكام.[١١] وَصْل الآية حين التلاوة وعدم قَطعها؛ فلا ينشغل قارئ القرآن بأيّ شأنٍ من شؤون الدُّنيا؛ فإن كلَّمَه أحدٌ، أو سأله عن شيءٍ، امتنعَ عن الردّ إلى أن يُتمَّ قراءة الآية، فإن انتهى منها قطعَ التلاوة، وأجابَ صاحبه، ثمّ يستعيذ بالله من الشيطان، ويشرع في التلاوة من جديدٍ إن أراد العودة إلى القراءة.[١١] حَمْد الله عند العَطس أثناء قراءة القرآن، وكذلك تشميت العاطس إن لم يُوجَد أحدٌ في المجلس غير قارىء القرآن.[١٤] القراءة على ترتيب سُور المصحف؛ إذ يُستحَبّ لقارىء القرآن أن يقرأ سُوَر القرآن كما جاءت مُرتَّبةً في كتاب الله؛ باعتبار أنّ ترتيب سُور القرآن يقتضي وجود حكمةٍ، فيُستحَبّ الالتزام بذلك؛ تحصيلاً للثمرة المَرجُوّة، كما يُستحب الابتداء بقراءة الآيات بما يناسب تكامُل موضوعاتها، وقَصصها؛ فإن أراد القارئ ابتداء القراءة من وسط السورة، فإنّه يبدأ من حيث تبدأ القصّة، وإن أراد خَتم القراءة قبل آخر السُّورة، فإنّه يُنهي القراءة من حيث تنتهي القصّة؛ ليحصل الترابُط بين آيات القرآن عند التلاوة.[١٤] ترديد بعض العبارات عَقب قراءة بعض الآيات بما يدلّ على حُسن التفاعُل مع كتاب الله، ومن الأمثلة على ذلك أن يقول القارىء: "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين"، وذلك عقب قَوْله -تعالى-: (أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)،[١٥] وأن يقول: "ولا بأيٍّ من آلائك نكذّب، ربنا ولك الحمد"، وذلك عَقْب قَوْله -تعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).[١٦][١٤] عَرض القارئ أعمالَه على آيات كتاب الله؛ فمن المُستحَبّ للمسلم عند قراءة القرآن أن يتمعّن في آياته، ويتفكّر فيها، وينظر فيما اشتملت عليه من الأوامر، والنواهي، فإن كانت أعماله في الواقع مُوافقةً لِما أمر الله به، حَمِد الله على ذلك، وسأله التوفيق، والثبات، والتسديد، وإن رأى من نفسه وعمله مُخالفةً لِما جاءت به الآيات، استغفر الله عن ذنوبه التي اقترفها، وأقبلَ عليه بقلبه، وجوارحه.[١٤] تعظيم القرآن؛ وذلك بحَمْله باليَد عند التلاوة، أو وَضْعه على شيءٍ مُرتفعٍ وبعيدٍ عن الأرض.[١٧] الاستعاذة بالله من الشيطان قبل الشروع في القراءة؛ لقَوْله -تعالى-: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ).[١٨][١٧] الوقوف عند الآيات التي تدعو إلى التدبُّر، وترديدها مراراً؛ لحَثّ النَّفْس على تفهُّم معانيها، وإدراك مدلولاتها، والخشوع استحضار القلب عند سماع آيات القرآن الكريم.[١٧] التغنّي بالقرآن؛ أي تحسين الصوت به عند قراءته، ويُعَدّ ذلك من الآداب المُستحَبّة عند قراءة القرآن؛ لأنّ المسلم مُطالَبٌ بالعناية بتلاوته؛ حتى يظهر الصوت جميلاً؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ، وزادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بهِ).[١٩][٢٠] استعمال السِّواك عند تلاوة القرآن؛ فاستعمال السِّواك من الأمور المُستحَبّة في الأحوال جميعها، ويتأكّد استحبابه حين قراءة القرآن، وقد ورد في فَضْل السواك قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (عليكم بالسواكِ فإنه مطيبةٌ للفمِ ومرضاةٌ للربِّ).[٢١][٢٢] تدبُّر الآيات عند التلاوة؛ إذ إنّ التدبُّر من أهمّ مقاصد التلاوة وغاياتها، وهو يتحقّق بالنَّظَر في الآيات، وأخذ العِبرة والعِظة منها، وتَرك الانشغال بغير القرآن، قال الله -سبحانه-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)،[٢٣][٢٢] وممّا يُعين على تدبُّر آيات الله: أن يحرص المسلم على قراءة تفسيرها وبيانها، فإذا استُشكِل عليه شيءٌ لجأَ إلى أهل الدِّراية والعِلم بتفسير القرآن، ومِمّا يُعين على التدبُّر أيضاً إسقاط الآيات على واقع الأمّة المُعاصر؛ لإدراك صلاحيّة القرآن لكلّ زمانٍ ومكانٍ.[٢٤] البكاء من خشية الله عند تلاوة القرآن؛ قال -تعالى-: (وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا)؛[٢٥] فالبكاء مُستحَبٌّ عند قراءة القرآن؛ لأنّه دلالةٌ على حضور القلب، واستشعاره عظمة الآيات التي يتلوها، وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يبكي عندما كان الصحابيّ عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- يقرأ عليه آيات كتاب الله.[٢٦] احترام القرآن بتَرْك العبث واللهو أثناء التلاوة، ومن ذلك: الضحك، والتثاؤُب، واللَّغو، والنظر إلى الملهيات، والعبث باليدين.[٢٢] التحلّي بالصبر على التلاوة إن كانت شاقّةً على النفس؛ فقد تشقّ قراءة القرآن على البعض، وحينئذٍ يتوجّب في حقّ القارئ الصبر على مَشقّة القراءة؛ لينال الأجر العظيم المُترتِّب عليها؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ).[٢٧][٢٨] السجود عند المرور بمَواضعه من كتاب الله، وهو من الأمور المُستحَبّة كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء.[٢٩] استحباب القراءة من المصحف إذا كان ذلك أدعى للخشوع، واستحباب القراءة عن ظهر قلب إذا كان أدعى للخشوع كذلك، فإذا استوى الخشوع في الحالتين فالأفضل القراءة من المصحف الشريف على القراءة عن ظهر قلبٍ؛ لِما في ذلك من تحصيل للأجر المُترتِّب على النَّظَر في كتاب الله.[٣٠] آداب مَن يتلو القرآن في الأحوال والأوقات جميعها يجدر بقارئ القرآن التحلّي بعددٍ من الآداب المُتعلِّقة بتلاوة القرآن في أحواله جميعها، ويُذكَر منها:[١٤] التحلّي بجُملةٍ من الأخلاق الحَسَنة، ومنها: الزُّهد، والوَرَع، والخشية من الله، وحُسْن الظنّ به، والتوكُّل عليه حَقَّ التوكُّل، والاستعانة به في الأمور كلّها، والاستعصام بحبله المَتين، وشُكره على نِعَمه، والمُداوَمة على ذِكْره، والاستعداد للقائه، والخشية من معصيته، ورجاء رحمته، وعفوه، وغفرانه، ومُلازَمة التقوى في شأنه كلّه، والتودُّد إلى الفقراء والضعفاء من الناس، وإلانَةِ الجانب لهم، والبُعد عن الكِبَر، والخُيَلاء، والعُجب، والرِّياء، وفضول الكلام، واستشعار مراقبة الله في الخَلوات، والحركات، والسَّكَنات جميعها، واتِّقاء الشُّبهات، وعدم معصية الله عند الشهوات؛ فقارىء القرآن كما ذكر عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- يتميّز عن عَوامّ الناس في أحوالٍ عديدةٍ؛ فيُعرَف بقيامه حين ينامون، وبصيامه حين يُفطرون، وبنشيجه حين يضحكون ويَلهون، وبسكوته حينما يتكلّمون، وبحُزنه حين يضحكون. مُصاحبة الأخيار، ومُجانَبة الأشرار؛ فمُصاحبة الصالحين عَونٌ لقارىء القرآن على الخير والطاعات، ومُلازَمة البِرّ والتقوى. معرفة علوم القرآن، وما يتعلّق به من أحكامٍ، ومن ذلك: معرفة ناسخ القرآن من منسوخه، ومُحكَمه من مُتشابهه، ومُقيَّده من مُطلَقه، ومُفصَّله من مُجمَله؛ فيكون قارئ القرآن عالِماً به، ومُدرِكاً مَعانيَه ومدلولاته، وعالماً بفرائضه، وعاملاً بأوامره، ومُجتنباً نواهيَه.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:44 pm

مراتب تلاوة القرآن لتلاوة القرآن تبعاً إلى سرعة الأداء ثلاث مراتبٍ، وهي:[١] التحقيق؛ ومعناه في اللغة التأكّد والتدقّق، أمّا اصطلاحاً هو الترسّل في التلاوة بها، مع مراعاة أحكام التجويد فيها من غير إفراطٍ، فيُعطي القارئ فيها لكُلّ حرفٍ حقّه من الإشباع والإتمام والتحقيق والتشديد، مع التحرّز من الإفراط والمبالغة في الغنّات وإشباع الحركات تفادياً لتولّد بعض الحركات. الحدر؛ ومعناه لغةً الإسراع، أمّا اصطلاحاً هو سرعة القراءة وتخفيفها وإدراجها وإقامة الإعراب، مع مراعاة القارئ لأحكام التجويد كُلّها دون إفراطٍ في أيّ منها، والتحرّز من نقص المدود والإدماج ونقص الغنّات. التدوير؛ ومعناه لغةً جعل الشيء على شكل حلقةٍ، أمّا اصطلاحاً هو القراءة المتوسّطة بين التحقيق والحدر، أمّا الترتيل فهي مرتبةٌ تعمّ المراتب السابقة كُلّها. آداب قراءة القرآن ينبغي للقارئ أن يتحلّى بالآداب الآتية عند قراءة القرآن الكريم:[٢] قصد وجه الله بقراءة القرآن. عدم قطع التلاوة لأمرٍ من أمور الدنيا، إلّا الضروريّ منها. التدبّر بهدف فهم معاني ما يقرأ، والخشوع بالقلب والخضوع بالجوارح. نظافة الثياب، وحُسن الهيئة، واستقبال القبلة، والتسوّك قبل القراءة. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. اختيار المناسب من الأوقات والأماكن لتلاوة القرآن، وذلك أدعى لخلو الذهن من المُشتّتات والمُكدّرات، ومن هذه الأوقات جوف الليل، وبعد الفجر. الطهارة عند قراءة القرآن، طهارةٌ ظاهرةٌ من الحدث والخبث، وطهارةٌ باطنةٌ من المعاصي والذنوب. هدي النبيّ في تلاوة القرآن كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأ القرآن بأحوالٍ مختلفةٍ، إمّا قائماً أو قاعداً أو مضجعاً، متوضئاً أو مُحدثاً، وكانت الجنابة هي فقط ما يمنعه عن القراءة، وكان في قراءته يتغنّى بالقرآن، ويرّجع به صوته، وكان يقرؤه ترتيلاً بلا هذٍ ولا عجلةٍ حرفاً حرفاً، ويقطع قراءته آيةً آيةً.[





عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم عشر قراءات، وتُنسب القراءة إلى الإمام الذي اشتُهرت عنه، وهي على النحو الآتي:[٤] قراءة نافع المدني: هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أصله من أصبهان، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة سنة تسعٍ وستين ومئة، وله راويان، وهما: قالون: هو عيسى بن مينا المدني، وقالون لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة قريباً من سنة عشرين ومئتين. ورش: هو عثمان بن سعيد المصري، وورش لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بمصر سنة سبع وتسعين ومئة. قراءة ابن كثير المكي: هو الإمام عبد الله بن كثير الداري، وتوفي -رحمه الله- بمكة سنة عشرين ومئة، وله راويان، وهما: قنبل: هو محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وقنبل لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بمكة بعد سنة ثمانين ومئتين. البزيّ: هو أحمد بن محمد بن أبي بزة المكي، ويُعرف بالبزيّ، وتوفي -رحمه الله- بمكة بعد سنة أربعين ومئتين. قراءة أبو عمرو البصري: هو الإمام أبو عمرو بن العلاء ابن تميم، واختلف في اسمه؛ فقيل: الزبّان، وقيل: العُريان، وقيل: يحيى، وقيل: اسمه كنيته، وقيل غير ذلك، وتوفي -رحمه الله- بالكوفة سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وله راويان، وهما: أبو عمر: هو حفص بن عمر الدوري، والدور منطقة في بغداد، وتوفي -رحمه الله- في سنة خمسين ومئتين. أبو شعيب: هو صالح بن زياد السوسي، وتوفي -رحمه الله- في خراسان سنة اثنتين ومئتين. قراءة ابن عامر الشامي: هو الإمام عبد الله بن عامر اليحصُبي، وهو من التابعين، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة ثمان عشرة ومائة، وله راويان، وهما: ابن ذكوان: هو عبد الله بن أحمد بن ذكوان، وكنيته أبو عمرو، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة اثنتين وأربعين ومئتين. هشام: هو هشام بن عمار السُّلمي، قاضي دمشق، وكنيته أبو الوليد، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة خمس وأربعين ومئتين. قراءة عاصم: هو الإمام أبو بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة، وتوفي -رحمه الله- سنة سبع وعشرين ومئة، وقيل: سنة ثمان وعشرين ومئة، وله راويان، وهما:[٥] شعبة: هو أبو بكر بن عياش الأسدي، واختلف في اسمه؛ فقيل: شعبة، وقيل: سالم، وتوفي -رحمه الله- سنة ثلاث وتسعين ومئة. حفص: هو حفص بن سليمان البزاز، وكنيته أبو عمر، وتوفي -رحمه الله- سنة ثمانين ومئة. قراءة حمزة: هو الإمام حمزة بن حبيب التميمي، وكنيته أبو عمارة، وتوفي -رحمه الله- سنة ست وخمسين ومئة، وله راويان، وهما على النحو الآتي:[٥] خلف: هو خلف بن هشام البزار، وكنيته أبو محمد، وتوفي -رحمه الله- سنة تسع وعشرين ومئتين. خلّاد: هو خلّاد بن خالد الصيرفي، وتوفي -رحمه الله- سنة عشرين ومئتين. قراءة الكسائي: هو الإمام علي بن الحسن الكسائي، وكنيته أبو الحسن، وتوفي -رحمه الله- سنة تسع وثمانين ومائة، وكان إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بالقرآن، وله راويان، وهما:[٥] أبو الحارث: هو الليث بن خالد المروزي، وتوفي -رحمه الله- سنة أربعين ومئتين. الدوري: هو حفص بن عمر الدوري، والدور منطقة في بغداد، وتوفي -رحمه الله- في سنة ست وأربعين ومئتين، وهو الراوي عن الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري. قراءة يزيد بن القعقاع: هو الإمام يزيد بن القعقاع المخزومي، وكنيته أبو جعفر المدني، تابعيٌ مشهور كبير القدر، وكان رجلاً صالحاً كثير العبادة، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة ثلاثين ومئة، وقيل غير ذلك، ومن رواته؛ نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن جمّاز.[٦] قراءة يعقوب بن اسحاق الحضرمي: هو الإمام يعقوب بن اسحاق بن زيد الحضرمي البصري، وكنيته أبو يوسف، وقيل: أبو محمد، وتوفي -رحمه الله- سنة خمسٍ ومائتين، ومن رواته؛ روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس.[٦] قراءة خلف بن هشام البزار: هو الإمام خلف بن هشام بن ثعلب ابن خلف البزار، وكنيته أبو محمد، أحد القرّاء العشرة المعروفين، وأحد الرواة عن سليم عن حمزة الزيّات، وتوفي -رحمه الله- سنة تسعٍ وعشرين ومئتين، ومن رواته؛ ورّاقة أحمد بن إبراهيم، وإبراهيم بن علي القصار.[٦] أركان وأنواع القراءات القرآنية إن لكل قراءةٍ من القراءات القرآنية ثلاثة أركان، وهي على النحو الآتي:[٧] موافقة القراءة القرآنية لأحد وجوه اللغة العربية، حتى لو كان ذلك الوجه ضعيفاً. موافقة القراءة القرآنية للرسم العثماني تحقيقاً أو تقديراً. صحة سند القراءة القرآنية، وذلك بتواترها عن النّبي صلى الله عليه وسلم. إن للقراءات القرآنية ستة أنواع، وهي على النحو التآتيي:[٧] القراءة المتواترة: وهي القراءة التي رواها جمعٌ عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، واتفقت الطرق على نقلها. القراءة الصحيحة المشهورة: وهي القراءة التي صح إسنادها من أوله إلى منتهاه بنقل العدل الضابط عن مثله، ووافقت اللغة العربية والرسم العثماني. القراءة الصحيحة الآحاد: وهي القراءة التي صحّ سندها، ولكنها خالفت اللغة العربية، أو الرسم العثماني. القراءة غير الصحيحة الشاذة: وهي القراءة التي لم يصح سندها. القراءة الموضوعة: وهي القراءة التي لا أصل لها. القراءة غير الصحيحة المدرجة: وهي القراءة التي زيدت تفسيراً للقرآن الكريم. فوائد تعدد القراءات تعدّد القراءات له فوائد كثيرة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٨] التيسير على الأمّة: أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ليبلّغه للناس كافة، وكانت القبائل العربية التي نزل القرآن بلسانها تختلف في لهجاتها وألسنتها كذلك، فنزل القرآن على سبعة أحرف تخفيفاً وتيسيراً على الناس؛ حتى تقرأ كل قبيلةٍ القرآن بلسانها. التكثير: أي تكثير المعاني، فقد تدل كل قراءة على معنى لا يوجد في القراءات الأخرى، فقد توضّح إحدى القراءات حكماً فقهياً، وتوضّح القراءة الأخرى حكماً آخر. الإثراء اللغوي: فالقراءات تفيد تعدّد وجوه الإعراب في اللغة، كقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)،[٩] فقد قرأ حمزة كلمة (الأرحام) بالخفض، وقرأها الباقون بالرفع، وفي قراءته دلالة على جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور من غير إعادة العامل، وهي لغة من لغات العرب الصحيحة. إظهار وجه الإعجاز في القرآن الكريم.






5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:49 pm

أصول القراءات العَشْر أنزل الله -تعالى- القرآن على محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وتكفّل بحفظه من التحريف والتغيير، قال -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[٣] وحَرصَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على حفظ ما ينزل عليه كما هو، وتكفّل الله بأن يحفظه في صدره، وأن يسهّل عليه أدائه على الوجه الذي أنزله الله عليه، وقد أنزل الله القرآن على سبعة أحرفٍ؛ أي أوجهٍ للقراءة، وجاءت العديد من الأحاديث النبويّة الدالّة على ذلك، منها: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أَقْرَؤُهَا، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عليه، ثُمَّ أَمْهلْتُهُ حتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَجِئْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ، فَقالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه).[٤][٥] أمّا بالنسبة للعلاقة بين القرآن والقراءات؛ فإنّ القرآن كلام الله المُنزل على نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم-، المتعبّد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المُعجَز، أمّا القراءات ففيها اختلافٌ في ألفاظ الوحي بكيفيّة النطق بها، وذكر الزركشيّ إنّهما حقيقتان متغايرتان؛ لأنّ القراءات جزءٌ من القرآن، إلّا أنّ التغاير ليس بشكلٍ كاملٍ، فقد يكون التغاير من وجهٍ؛ إذ إنّ القرآن يشمل جميع مواطن الاختلاف والاتفاق التي نُقلت متواترةً عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أمّا القراءات فتتطرّق لأوجه الاختلاف، سواءً كانت متواترةً أو شاذّةً، ولا يمكن اعتبار الشاذّ من القرآن، ويتفقان بأنّ القرآن وحيٌ من الله، نزل على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والقراءات جزءٌ من القرآن، وقال الدكتور محمد محيسن إنّ القرآن والقراءات حقيقتان تحملان نفس المعنى؛ إذ يعدّ كلاهما وحيٌ من الله، وذلك ليس بالأمر الصواب؛ فالقراءات لا تشمل جميع كلمات القرآن، كما أنّها قد تشمل المتواتر والشاذّ، فبعضها نزل بوجهٍ واحدٍ وهو أغلب ما في القرآن، والبعض الآخر من الكلمات نزل بأوجهٍ متعدّدةٍ، وبذلك فإنّ القرآن أعمّ من القراءات، والقراءات المتواترة تعدّ جزءاً من القرآن، إذ إنّهما حقيقةٌ واحدةٌ؛ كونهما وحيٌ من الله، ومتغايرتان من حيث طبيعة كلٍّ منهما.[٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ القراءات كانت في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- تُنسب إليهم، أو للمدن التي كانوا يقطنون بها، فكان يُقال: قراءة عبد الله بن مسعود، أو قراءة أهل الكوفة، وبعد انتهاء عصر الصحابة أصبحت تُنسب إلى التابعين وأتباعهم من القرّاء؛ لأنّهم أخذوا يدرسون القراءات في مختلف النواحي، وكانت القراءة في المدينة تُعرف باسم قراءة الجماعة، أو العامّة، أو قراءة زيد بن ثابت؛ وهي القراءة التي قرأ بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن على جبريل -عليه السلام- مرّتين في العام الذي قُبض فيه، وإلى جانب هذه القراءة نُسبت قراءات أخرى لبعض الصحابة، وأصبح كلّ بلدٍ يقرأ حسب ما يوافق رسم المصحف وتَرْك ما يخالفه في عهد عثمان -رضي الله عنه-، ومن أشهر القراءات بعد قراءة الجماعة قراءة عبد الله بن مسعود، وهي قراءة أهل الكوفة، و قد كان القرّاء يختارون قراءةً من بين القراءات عن شيوخهم، ويعلّمونها لتلاميذهم كما فعل الصحابة -رضي الله عنهم- في القرون الأولى، وقام العلماء بجمع القراءات في كتبهم، إذ وصلت إلى ما يقارب التسعين كتاباً منذ بداية عصر التأليف إلى عصر ابن مجاهد، وأوّل من جمع القراءات ووضعها في كتابٍ: أبو عبيد القاسم بن سلّام، ثمّ أحمد بن جُبير، ومن بعده القاضي إسماعيل المالكيّ.[٧] شروط القراءة الصحيحة يُشترط في القراءة الصحيحة عدّة أمورٍ، لا بدّ من تحقّقها جميعاً، وإن اختلّ أي أمرٍ منها فتعدّ القراءة حينها ضعيفةً، أو باطلةً، أو شاذّةً، والشروط هي:[٨] موافقة القراءة للغة العربية ولو بوجهٍ واحدٍ، إذ إنّ القراءة سنّةٌ متّبعةٌ، يشترط لقبولها الإسناد، ولا مجال للرأي فيها. موافقة القراءة لرسم المصحف، ولو كان احتمالاً، فلا يُشترط أن توافق جميع المصاحف، ويكفي لو وافقت القراءة بعضاً منها. صحّة السند؛ فبما أنّ القراءة سنّةٌ؛ فلا بدّ من صحّة كلٌّ من الرواية والسند فيها. أسباب اختلاف القراءات القرآنية ورد الاتّفاق على تعدّد القراءات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاختلاف فيما يتعلّق بما يحتمله رسم المصحف، وذهب أهل العلم إلى أنّ المقصود بسبعة أحرفٍ سبع لهجاتٍ أو كيفيّاتٍ للقراءة؛ وذلك من باب التسهيل والتيسير، فكان المسلمين يقرؤون ما تعلّموه دون أن ينكر أحدٌ على الآخر، واختلفت قراءة كلّ بلدٍ من البلاد بحسب قراءة الصحابة؛ إذ أرسل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لكلّ بلدٍ صحابيّاً يعلّمهم القرآن وأحكامه.[٩] أوجه اختلاف القراءات العَشْر الاختلاف في أوجه القراءات العَشْر يتفرّع إلى سبعة أوجهٍ؛ الأوّل: الاختلاف في الحركات فقط دون التغيير في معنى الكلمة أو صورتها، والثاني: الاختلاف في المعنى دون الصورة، والثالث: الاختلاف في الأحرف، وتغيّر المعنى وبقاء الصورة نفسها، مثل: تبلوا، وتتلوا، والرابع: التغيير في الأحرف والصورة دون المعنى، مثل: الصراط والسراط، والخامس: الاختلاف في الصورة والأحرف، مثل: يتأل ويأتل، والسادس: الاختلاف في التقديم والتأخير، مثل: قاتلوا وقتلوا، والسابع: الزيادة والنقصان، مثل: وصّى وأوصى.[١٠] القرّاء العَشْر القرّا العَشْر الذين نُسبت إليهم القرارات العَشْر هم: نافع بن أبي نعيم: هو نافع بن عبد الرحمن المدنيّ، أبو رُويم، توفّي سنّة مئةٍ وسبعةٍ وستين للهجرة، كان شيخ القرّاء في المدينة، وأخذ القراءة عمّا يقارب سبعين من التابعين، الذين أخذوا قراءتهم عن أبي هريرة، وابن عباس، عن أبيّ بن كعب، ومن تلاميذه الذين أخذوا عنه واشتهروا بذلك: قالون، وورش.[١١] أبو عمرو: وهو ابن العلاء البصريّ المازنيّ، توفّي سنة مئةٍ وخمسةٍ وأربعين للهجرة، وعُرف بلقب سيّد القرّاء، وكان إمام البصرة، وأكثر الناس علماً بالقرآن، واللغة العربية، وروى عنه السوسيّ، والدُّوريّ.[١١] حمزة بن حبيب الزّيات الكوفي: أبو عُمارة، كان مولى عكرمة، توفّي سنّة مئةٍ وستةٍ وخمسين للهجرة، وهو من تابعي التابعين، عُرف بالورع والتقوى، واشتُهر بعلم المواريث والحديث، وأخذ عنه: خلّاد بن خالد، وخلف بن هشام.[١١] عبد الله بن عامر: يُكنّى بأبي عمران، وأبي نعيم، من التابعين، أخذ القراءة عن المُغيرة المخزوميّ، عن عثمان بن عفّان، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقال البعض إنّه قرأ عن عثمان، كانت وفاته سنة مئةٍ وثمانية عشر، ومن تلاميذه: هشام، وابن ذكوان.[١٢] ابن كثير المكّي: وهو عبد الله بن كثير الداريّ، أبو محمد، التقى بعددٍ من الصحابة؛ مثل: أنس بن مالك، وعبد الله بن الزُّبير، وأبي أيوب الأنصاريّ، كان إمام الناس بالقراءة في مكّة، وعُرف بوقاره وسكينته، وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، توفّي في مكّة المكرّمة، سنة مئةٍ وعشرين للهجرة، ومن الذين اشتُهروا بالرواية عنه: قُنبل، والبزّي.[١٢] عاصم بن أبي النجود الأسديّ: يكنّى بأبي بكر، عاصم الأسديّ، كان مُتقناً للقراءة ويتمتع بصوتٍ حَسَنٍ، قرأ على زرّ بن حُبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد توفّي سنة مئةٍ وسبعٍ وعشرين، وروى عنه: حفص، وشُعبة.[١٢] علي بن حمزة الكسائي: هو أبو الحسن، ومولى بني أسد، كان أعلم الناس في عصره باللغة، وإمام المسلمين في القراءات، وقد تولّى رئاسة القراءة بعدما توفّي شيخه حمزة بن حبيب في الكوفة.[١٣] أبو جعفر المدنيّ: هو يزيد بن القعقاع، مولى عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميّ، كان إمام أهل المدينة بالقراءة، تابعي، بدأ الإقراء سنة ثلاثٍ وستين للهجرة، وكان مفتي ومجتهد، دعت له أمّ المؤمنين أم سلمة بالبركة، وقد عُرف بكثرة قيامه وصيامه، وروى عن أبي هريرة، وابن عباس، ومن الذين رَووا عنه: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وسليمان الزُّهري، وعيسى بن وردان، وابنه يعقوب، وابنته ميمونة، توفّي سنة مئةٍ وثلاثين للهجرة، زمن خلافة مروان بن محمد.[١٤] يعقوب بن إسحاق: أبو محمد، يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، المقرئ البصري، ولد سنة مئةٍ وسبعة عشر للهجرة، إمام أهل البصرة في القراءات، عُرف بالورع، والتقوى، والزُّهد، ومن مؤلفاته: كتاب الجامع، وأخذ القراءة عن سلّام بن سليمان، ومهدي بن ميمون، ويونس بن عُبيد، ومسلمة بن محارب، ومحمد بن زُريق، قرأ عنه عددٌ كبيرٌ؛ منهم: كعب بن إبراهيم، ومحمد بن المتوكّل، وأبو عمر الدُّوريّ، وأبو حاتم السجستانيّ، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، ورَوْح بن عبد المؤمن، وتوفّي ابن إسحاق سنة مئتين وخمسٍ للهجرة، وعاش ثمانٍ وثمانين سنةً.[١٤] خلف بن هشام: هو خلف بن هشام البزّار، وكان راوي عن القارئ حمزة الزّيات، لكن كان له اختيارٌ خاصٌّ به، خالف به شيخه الزّيات





شروط جمع القراءات إنّ شروط جمع القراءات هي سبعة شروط، وهي:[٣] لا يجوز الوقف قبل قول: (إلّا الله)، فلا يجوز الوقف قبل لفظ (لا إله) في قول: (وما من إله إلّا الله)، وأيضاً قول: (لا إله إلّا الله)، وينطبق هذه على كل ما يشبه الاستثناء. لا يجوز الابتداء في قول: (ويقول الذين كفروا لست مرسلاً)، وذلك بأن يقف على قول: (لست مرسلاً) دون أن يتلو ما قبله، كما لا يجوز الوقف قبل الاستثناء في ذكر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتى وإن وصله بالذي قبله، مثل قول: (وما أرسلناك إلّا كافّة للنّاس)، وقول: (وما أرسلناك إلّا مبشراً ونذيراً). يكره الوقف في قول: (أو تقطّع) قبل قول: (أيديهم)، ويُكره كذلك الوقف على (إلّا أن تقطّع) قبل قول: (قلوبهم). لا يجوز الوقف على قول: (أولئك أصحاب الميمنة والذين كفروا) حتى قراءة ما بعدها، كما لا يجوز الوقف عند: (فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات) حتى قراءة ما بعدها. لا يجوز قطع المضاف من المضاف إليه، كالوقف على رحمت، أو نعمت، أو سنّت، أو جنّت و شجرت وما أشبه ذلك، ويُنكر على من يفعل ذلك لعدم جواز قطع المضاف عن المضاف إليه، كما لا يجوز إتمام الخلاف إلى آخر القرّاء إذا كانت القراءة بقراءة قارئ ثم بقراءة قارئ آخر بعده. الحذر من قراءة أوّل الآية بقارئ وآخرها بقارئ آخر دون الوقف بينهما. البدء بقراة وَرْش قبل البدء بقالون، وبقراءة قنبل قبل البزيّ، لأنّه أسهل الأوجه السّبع. تجنب الوقف على ما لا يليق؛ لأنّ ذلك قد يُوهم السامع غير المعنى المراد من الآية، كالوقف على قول: (فويل للمصلين)، أو البدء بقول: (وإيّاكم أن تؤمنوا بالله ربّكم). القراءات العشر القراءات العشر للقرآن الكريم هي:[٤] قراءة نافع. قراءة ابن كثير. قراءة أبو عمرو. قراءة ابن عامر. قراءة عاصم بن أبي النّجود. قراءة حمزة بن حبيب الزيّات. قراءة الكسائيّ. قراءة أبو جعفر يزيد القعقاع. قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرميّ البصريّ. قراءة خلف بن هشام البزّار البغداديّ.





فضل سورة السجدة تتفاضل سور القرآن الكريم فيما بينها في الفضل والوصيّة النبويّة بقراءتها وكثرة تدبّرها، وكانت سورة السجدة إحدى هذه السور الكريمة التي ورد عن النبيّ -عليه السّلام- شيءٌ في فضلها والاجتهاد في تلاوتها، وممّا ورد في هذا، حديثٌ عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه: (كانَ لا ينامُ حتى يقرأَ الم، تَنْزِيلُ السجدةُ، و تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)،[١] وممّا ورد في الحضّ على قراءة سورة السجدة أنّ النبيّ -عليه السّلام- كان يجتهد في قراءتها في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى منها؛ وذلك لما تحويه آيات سورة السجدة من معانٍ جليلةٍ تجمع بين المواعظ ومواقف الاعتبار فتُحيي القلوب، فكانت سنّة النبيّ -عليه السّلام- أن يستفتح بها يوم الجمعة.[٢][٣] سورة السجدة سورة السجدة سورةٌ مكيّةٌ، أنزلت على النبيّ -عليه السّلام- قبل هجرته، ولقد ورد لها أسماء أخرى، مثل: ألف لام ميم تنزيل، وكذلك تنزيل السجدة، وقيل إنّها سورة المنجية وسورة المضاجع، وسورة السجدة كبعض السور الكريمة الأخرى افتُتحت بالحروف المقطعة؛ ألف، لام، ميم؛ للتأكيد على إعجاز هذا القرآن وبلاغته، وأنّه إلهيّ منزّلٌ من عند الله سبحانه، وهو بعيدٌ عن افتراء أحدٍ من البشر وتكذيبهم، كما زعم الكفار أنّه افتراءٌ من عند النبيّ عليه السّلام.[٤] موضوعات سورة السجدة تبدأ سورة السجدة بالتأكيد على أنّ هذا القرآن العظيم من عند الله سبحانه، ثمّ تذكر الآيات الدلائل على مصداقيّة الله تعالى ومصداقيّة رسوله الكريم، وتعرج السورة إلى التأكيد على وحدانيّة الله تعالى وأنّه لا شريك له، وذلك بالإخبار أنّ الله وحده خَلق السماوات والأرض في ستّة أيامٍ، ثمّ تفصّل في خلق الإنسان وجماله والإحسان في ذلك، ثمّ ينتقل الحديث إلى قدرة الله سبحانه على إعادة الخَلق مجدّداً لمن يتردّد في ذلك، فيؤكّد الله هذا بقوله: (وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ*قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)،[٥] تعرج الآيات بعد ذلك على حال المجرمين يوم القيامة والخزي الذي يعتريهم حين لا يملكون شيئاً ولا حُجّة يحتجون بها أمام الله سبحانه، وكذلك فإنّ الله سبحانه يُذكّر نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالنبيّ موسى؛ وذلك ليثبّت قلبه على الدعوة والاستمساك بها أمام تكذيب قومه، وفي الختام يذكر الله شيئاً من نعمه على عباده قبل أن يختم بالحديث عن تكذيب الكفار ليوم القيامة مع أنّه آتٍ، وقد أسماه الله يوم الفتح؛ أي الحكم، إذ يحكم فيه بين عباده.[٤]





كيفية سجود التلاوة ورد عن الفقهاء أكثر من كيفيةٍ لسجود التلاوة، وهي فيما يأتي: الحنفية: قالوا إن كان القارئ في صلاةٍ فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة فتجزئ عن السجود، أو أن يُكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة، ثم يركع ركوع الصلاة وهو الأكمل، وإن تُلِيت أكثر من سجدةٍ في الصلاة الواحدة فتجزِئ سجدة واحدة؛ وذلك من باب رفع الحرج، وإن كانت السجدة خارج الصلاة فيُكبّر ثم يسجد، ثم يُكبّر حتى يرفع رأسه من السجود.[٣] الحنابلة: قالوا إن سجدة التلاوة سواء كانت في الصلاة أو خارجها فكيفيتها أن يكبر من أراد السجود تكبيرتين؛ الأولى إذا سجد والثانية إذا رفع، وإن كان خارج الصلاة فيكون السجود كما أورده الحنفية ولكن بإضافة التسليم وجوباً.[٤] الشافعية: يكون سجود التلاوة أولاً بالنية ثم بالتكبير ويُباح رفع اليدين لذلك، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع منه، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة، أما في الصلاة فالكيفية تكون بالنِيَّة ثم السجود ثم القيام للركوع، وإن قرأ قبل الركوع شيئاً من القرآن أفضل.[٥] المالكية: تكون الكيفية بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين إن كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع النية سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما الحال عند الحنفية.[٦] إنّ سجود التلاوة كأي سجودٍ يكون فيه ذكرٌ ودعاء، فيستحبَُ أن يُقال فيه ما يُقال في السجود في الصلاة المفروضة، وقد وَرد أيضاً بعض الأدعية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُذكر منها:[٧] (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[٨] (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ). [٩] للمزيد من التفاصيل عن كيفية السجود الصحيحة بشكلٍ عام الاطّلاع على مقالة: ((كيفية السجود الصحيح)). حكم سجود التلاوة إن سجود التلاوة عند جمهور الفقهاء سنة ما عدا الأحناف فهو واجب عندهم، وفيما يأتي تفصيلٌ لأقوالهم: جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والمالكية: قالوا إن سجود التلاوة سنةٌ للقارئ والمستمع، وقد استدلوا بذلك الحكم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويْلَهُ، وفي رواية أبي كُرَيْب: يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ)[١٠] واستدلوا أيضاً بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي تم ذكره سابقاً،[٥] واستدل الحنابلة بدليل عن ابن عمر رضي الله عنهما: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء)،[١١][٤] وقال المالكية بذلك أيضاً لقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)،[١٢] واستدلوا أيضاً بما استدل به الشافعية والحنابلة من أحاديثٍ نبوية كحديث ابن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما.[٦] الحنفية: اختلف الحنفية مع الجمهور في حكم سجود التلاوة، إذ ذهبوا إلى وجوبه وذلك لوجود الأمر بالسجود في بعض آيات السجود، ولوجود الذمّ على عدم السجود في بعضها الآخر، وكلاهما يقتضي وجوب الحكم.[١٣] أسباب سجود التلاوة وردت عدة أسباب لسجود التلاوة عند جمهور الفقهاء، فقد اتفق الجمهور على سببين لسجود التلاوة وهما:[١٤] التلاوة: أي قارئ القرآن داخل صلاته أو خارجها. الاستماع والسماع: أي السامع أو المنصت لآية سجدة التلاوة داخل الصلاة أو خارجها. أما الحنفية فقالوا إن أسباب السجود ثلاثة وهي:[١٤] التلاوة: أي من يتلو القرآن كذلك سواء كان في صلاة أو خارج الصلاة. سماع التلاوة: أي سماع آية فيها سجدة داخل أو خارج الصلاة. الاقتداء: أي إن كان مأموماً ولم يسمع آية السجدة بأن كانت الصلاة سرية، فيسجد للتلاوة. شروط سجود التلاوة شروط سجود التلاوة للقارئ إن شروط سجود التلاوة كشروط الصلاة المفروضة،[١٥] وهي كما يأتي:[١٦][١٧][١٨] النية: وهي إرادة وقصد الشيء عند فعله. الإسلام: فلا تجب على غير المسلم ولا تصح منه عند من قال بالوجوب. البلوغ والعقل: فالصبي الذي لم يبلغ غير ملزمٍ بها، لكن تصح منه إن فعلها، وكذلك المجنون لا تصح منه إذ إنه غير مكلّف. الوقت: بألا تكون السجدة في الأوقات المكروهة، وإلا فلا يسجدها عند الجمهور، بخلاف الشافعية إلا إن تعمّد قراءتها للسجود في وقت النهي فلا يجوز. استقبال القبلة. الطهارة: وفي اشتراطها تفصيل بين العلماء:[١٩] القول الأول (باتفاق الفقهاء الأربعة): تجب الطهارة في سجود التلاوة ولا يصح السجود إلا بها، لأنهم اعتبروها صلاةً وقاسوها على الركوع وسجود السهو، واستدلوا بذلك بما ورد عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنه قال: (لا يَقْبَل اللهُ صَلاةً بغَيرِ طُهورٍ).[٢٠] القول الثاني (السلف ومجموعة من العلماء): تجوز سجدة التلاوة من دون طهارة، وقد ورد ذلك عن السلف الصالح وعدد من العلماء كابن حزم، وابن تيمية، والصنعاني، والبخاري، والشوكاني، وقد استدلوا بعدم ورود أي نصٍّ صريح يشترط الطهارة عند سماع السجدة، كما لم يرد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر أحداً بالوضوء عندما كان يتلو السجدة ويسجد معه الناس. ستر العورة: اختلف الفقهاء في مسألة تغطية المرأة لرأسها في سجود التلاوة على قولين، واختلافهم من باب اعتبار سجود التلاوة صلاة أو عدم اعتبارها صلاة:[٢١] القول الأول (اتفاق الفقهاء): يُشترط في سجود التلاوة ما يُشترط في الصلاة التامّة من ستر للعورة وغيرها؛ فوجب على المرأة تغطية شعرها فيه. القول الثاني: سجود التلاوة ليس بصلاةٍ، فلا وجوب في تغطية المرأة لشعرها فيه. شروط سجود التلاوة للمستمع إن شروط سجود التلاوة للمستمع كما يأتي: قصد السماع: اشترط الحنابلة والمالكية في سجود التلاوة للمستمع أن يكون قاصداً للاستماع، واستدل الحنابلة بذلك بما رُوي أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مرّ بقارئٍ يقرأ سجدةً ليسجد معه عثمان، فلم يسجد وقال: (إنما السجدة على من استمع)،[٢٢][٦][٤] وخالف الشافعية والحنفية ذلك فلم يشترطوا الاستماع -أي قصده- واكتفوا بمجرد السماع -أي حتى مجرّد السماع ولو بدون إنصات- للسجود،[٥][٢٣] وأضاف المالكية شروطاً لسجود المستمع كأن يجلس السامع لتعلّم القرآن لا لابتغاء الثواب فقط، وألا تكون قراءة القارىء ليظهر للناس حسن قراءته فحسب.[٦] صحّة إمامة القارئ: ذهب المالكية والحنابلة إلى اشتراط صلاحية القارئ للإمامة في سجود التلاوة، وذلك بكونه ذكراً بالغاً عاقلاً، وعليه فلا يصح السجود لتلاوة الصبي والمرأة، بحيث يسجد القارىء منهم وحده،[٦][٤] وخالفهم الشافعية والحنفية فتصح عندهم لكل قراءة.[٥][٢٣] سجود القارئ: إذا لم يسجد قارئ آية السجدة فلا يُندب للمستمع السجود لوحده.[١٨] انفرد الشافعية بشروط أخرى منها: أن تكون قراءة مشروعة؛ فلا يجوز السجود لقراءة جنب سواء كان رجلاً أم امرأة، ولا لقراءة الصبي كذلك، وأن تكون قراءة مقصودة وليست قراءة نائم أو غير مميز، وأضافوا أن يكون السماع لجميع آية السجدة من دون أي نقصان.[٥] شروط سجود التلاوة للمصلي المصلي المنفرد ذهب الفقهاء إلى جواز سجود المصلي للتلاوة، واشترطوا ألا يتعمّد قراءة آية السجدة لأجل السجود وإلا بطلت صلاته، وكون المصلي هو القارىء فلا يسجد المصلي المنفرد لقراءة غيره، وأن لا تكون في صلاة الجنازة إذ لا سجود فيها.[٢٤] المصلي المأموم إن من أحكام سجود المأموم للتلاوة ما يأتي: حكم قراءة الإمام لآية السجدة: كره الحنابلة قراءة آية السجدة في الصلاة السرية كالظهر والعصر والسجود لها؛ لأنه إن قرأها وترك السجود فقد ترك السنة، وإن سجد أدّى سجوده إلى اللّبس على المأمومين، وكره المالكية للإمام تعمّده تلاوة آية السجدة في الفريضة دون النافلة، ولو قرأها الإمام في صلاة سرية يجهر بها عندهم.[٦][٤] سجود المأموم للتلاوة: يسجد إن سجد إمامه وإلا بطلت صلاته؛ لأن المأموم يتبع الإمام في كل شيء من سجودٍ وركوعٍ وغيرها، فإن لم يسجد الإمام للتلاوة لا يسجد المأموم لأنه لا يجوز له مخالفة الإمام، ولكن تُسَن للمأموم السجدة بعد الانتهاء من الصلاة.[٢٥] مواضع سجود التلاوة يرى الجمهور أن عدد آيات السجود أربع عشرة آية، بينما اعتبرها المالكية إحدى عشرة آية، واختلفوا في بعض مواضع السجود للتلاوة وأجمعوا على عشرة منها، وهي كالآتي:[٢٤] قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦] قال تعالى: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ). [٢٧] قال تعالى: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ).[٢٨] قال تعالى: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ).[٢٩] قال تعالى: (وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا).[٣٠] قال تعالى: (أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).[٣١] قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ).[٣٢] قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).[٣٣] قال تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).[٣٤] قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ).[٣٥] أما الآيات الأربعة الآتية فقد اعتمدها الجمهور بينما لم يعتبرها المالكية من مواضع السجود،[٣٦] وهي في النجم والانشقاق والعلق وثانية الحج، ووافقهم الحنفية في عدم اعتبار ثانية الحج:[٢٤] قال تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا).[٣٧] قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ).[٣٨] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٣٩] قال تعالى: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب).[٤٠] أما آية السجدة الواردة في سورة ص فقد اعتبرها الشافعية والحنابلة سجدة شكر لا سجدة تلاوة[٢٤] وهي قوله تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)،[٤١] بينما اعتبرها المالكية والحنفية سجدة تلاوة.[٣٦] للمزيد من التفاصيل عن عدد السجدات في القرآن الكريم الاطّلاع على مقالة: ((كم عدد السجدات في القران الكريم)).






استشعار لذّة العبادة إذا أراد الإنسان أن يتلذّذ بعبادته فلا بدّ له من مراعاة بعض الأمور أثناء قيامه بها، منها ما يأتي:[٥][٦] جهاد النفس على طاعة الله -تعالى- والقيام بأوامره إلى أن تعتاد النفس ذلك وتألفه؛ ففي البداية قد تنفر النفس من التكاليف وتحاول التهرّب منها، لكنها تعتادها إذا أصرّ الإنسان عليها وأخذ يجاهدها بإرادة حقيقيّة وعزيمة قوية، وقد قال -تعالى- في ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٧] ترك المعاصي والابتعاد عن الذنوب والآثام؛ فالمعاصي تقف حاجزاً بين قلب الإنسان وتلذّذه بالعبادة، فيصير قلبه قاسياً، وقد كان بعض السلف يقولون: (ما ضرب الله عبداً بعقوبة أعظم من قسوة القلب). ترك ما فضُل من الكلام، والنّظر، والطعام، والشراب؛ فيكتفي الإنسان مثلاً بما يسدّ جوعه من الطعام ويُعينه على العمل والعبادة، ويترك الإسراف في مأكله، قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).[٨] تذكُّرُ أن العبادة وسيلة لتحقيق رضا الله -تعالى- ومحبته والقرب منه، فقد قال -تعالى- في مَن يحرص على التقرب إليه بالطاعات والعبادات والنوافل ما رواه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنه في الحديث القدسي: (ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه.[٩] التفكّر في مآل هذه العبادات؛ فهي لا تفنى ولا تزول كما تزول أمور الدنيا، بل تبقى للعبد يوم القيامة حتى يفرح بها ويسعد بفعلها، فيجد ثمراتها في الدنيا والآخرة، وبهذا فإنّه لا يبالي بما فاته من نعيم الدنيا وملذّاتها، قال تعالى: (مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا).[١٠] الحرص على الإكثار من النوافل والتنويع فيها؛ وذلك لدفع الملل عن العابد؛ فمرّةً يصلي ومرّةً يصوم، ومرّةً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهكذا. تدبّر سِيَر السلف الصالح؛ فذلك يرقّق قلب الإنسان ويدفعه إلى العمل الصالح والعبادة الخالصة. تلاوة القرآن الكريم وتدبّر ما فيه من معانٍ وآيات خاصّةً في الصلاة؛ ففي القرآن شفاء للقلوب، ورفع للغفلة عن الإنسان، فهو يذكّره بالجنة والنار وما فيهما من نعيم وعذاب، كما يرقّق القلب ويصله بالله تعالى، ولو أنّ الإنسان تفكّر في أن الكلام الذي يقرؤه فيه هو كلام الله -جل جلاله- لانخلع قلبه من رهبة الموقف. اتخاذ وقتٍ للخلوة بالله -تعالى- والأُنس به، فيناجي الإنسان ربّه فيها، ويدعوه ويستغفره، ويترك ملهيات الحياة بعض الوقت، ويتفرّغ للتوسل إلى سيّده ومولاه. أهمية العبادة وفضلها في الإسلام أشارت الآيات الكريمة في القرآن الكريم إلى أهمية العبادة في الإسلام ومكانتها الرفيعة، يُذكَر من ذلك ما يأتي:[١١] أخبر الله -تبارك وتعالى- أن الغاية الأساسية من خلق الجن والإنس هي العبودية الخالصة له، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).[١٢] أشار الله -عز وجل- إلى أن إفراده بالعبادة يحرر الإنسان من العبودية والخضوع والتذلل لكل معبود باطل غيره، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ).[١٣] العبودية لله -تعالى- تحقق لأصحابها التمكين والنصر في الأرض. أضاف الله -عز وجل- العابدين إضافة تشريفية إليه في القرآن الكريم، فقال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ).[١٤] العبادة الخالصة لله -تعالى- سبب في دخول الجنّة والتلذذ بنعيمها، والحصول على رضى الله تبارك وتعالى، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).[١٥]




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:53 pm

التوكل على الله تعالى إن التوكل على الله تعالى مطلوب دائماً وأبداً وهو واجب حتى لا يظن الإنسان أنه يرزق نفسه بنفسه أو أنه مستغن كاف نفسه بنفسه فتأخذه العزة بالإثم، فالتوكل على الله تعالى هام وضوروي إلى أبعد حد وأبعد مدى. ومن هنا يتوجب على الإنسان أن يخضع قلبه دائماً وأبداً إلى التعلق بالله تعالى حتى يطمئن هذا القلب ويستطيع أن ييضئ درب صاحبه، فإذا كانت القلوب معتمة لا وجود لنهور الله تعالى فيها، أظلمت على حياة صاحبها، أما إذ كانت القلوب مضيئة مشعة بيضاء نقية فإنها حتماً ستضئ درب صاحبها. التوكل على الله تعالى لا يكون بالقعود عن العمل وانتظار الرزق، بل يكون باستمرار الاعتماد على الله تعالى في كل صغيرةوكبيرة يخطوهاالإنسان حتى يكون مرعياً ومحمياً بحماية الله تعالى وحفظه ورعايته، التوكل على الله تعالى بالرزق لا يكون أيضاً بالقعود والاستكانة والراحة، بل يكون بالعمل الشاق المضن المتعب المجهد، سعياً وراء لقمة العيش، حيث أن الرزق رمبوط بالعمل فالعمل والجد والتعب هي من الشروط الأساسية والتي يرزق بها الله تعالى عباده، فقد خلق الله تعالى الإنسان حتى يسعى في الأرض ويكد ويتعب فالأرض ليست داراً للراحة والسكون وإنما هي دار للحركة والنشاط والبحث عن الرزق، ولا يجب أن يقتصر الإنسان في بحثه عن رزقه على مكان واحد فقط بل يجب أن يتعداه هذا البحث إلى أماكن أخرى أوسع وأبعد وأشمل، هذا إن لم يجد عملاً في مكان سكنه، كما يتوجب على الإنسان أن يؤخذ بكافة الأسباب التي تؤهله للعمل في المنطقة وحسب القوانين المفروضة والأنظمة المعمول بها، عن طريق التعلم والفهم وأخذ الدورات التدريبية وتطوير المهارات وتنميتها، كل هذه الأسباب هي من أفضل الأسباب التي يظهر بها الإنسان أنه متوكل على الله بالقول والفعل.






سُنّة الله في الرزق خلقَ الله -سبحانه وتعالى- الخلق وتكفّل بأرزاقهم ومعايشهم وأقواتهم، قال الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)،[١] وقد جعل الله -عزَّ وجلَّ- للرزق مجموعة قوانين يعرفها الناس من تدبّر آيات الله واستشعارها في حياته، ومن هذه القوانين والسُّنن أنّ الرزق يحتاج إلى السعي والطلب؛ فمن أراد الرزق فعليه أن يسعى لطلب رزقه وتحصيله، فإنّ رزق العبد لن يأتيه ما دام متكاسلاً قاعداً إلّا أن يكون قد قدَّر الله له ذلك، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)،[٢] ومن قوانين الرزق أيضاً أنّه من الله وحده، فيجب التوكّل عليه في طلب الرزق، ولطلب الرزق آداب يجب مراعاتها منها أن يعلم المسلم العلم اليقينيّ بأنّ الرزق بيد الله وحده ينزله بحِكمة ويرفعه بحِكمة، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )،[٣] وأن يعلم العلم اليقيني بأنّ رزقه له، فلا يستبطئه ولا يطلبه بالحرام، وأنّ ما يُصيب الإنسان من فقر بعد بذله للأسباب إنّما هو كفارة لذنوبه أو رفع لدرجاته.[٤] كيفية رزق الله لعباده تكفّل الله -سبحانه وتعالى- برزق الإنسان، وقد جعل الله للرزق أسباباً تزيد وتبارك فيه، منها ما يلي:[٥] تحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[٦] إقامة الصلاة وأمَرَ الأهل بإقامتها، قال الله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ).[٧] تقوى الله -سبحانه وتعالى- ومخافته، فبالتقوى تكون عزّة المرء في الدنيا والآخرة وتكون البركة في الرزق، قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).[٨] التوكل على الله -تعالى- يقيناً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنَّكم تَوَكَّلُونَ علَى اللهِ تعالَى حَقَّ تَوَكُلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كمَا يَرْزُقُ الطيرَ، تغدُو خِماصاً، وتروحُ بِطاناً).[٩] كثرة الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فإذا تاب العبد ورجع إلى ربه بارك الله له في رزقه، قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[١٠] صلة الرّحم التي أمر الله -تعالى- بها، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سَرَّهُ أن يُبسطَ له في رزقِه، أو يُنسأَ له في أَثَرِهِ، فليَصِلْ رحِمَه).[١١] النفقة والتصدّق في جوانب الخير المختلفة، فمن يسّر على معسر يسّر الله عليه. أداء الحجّ والعمرة والمتابعة بينهما. الإكثار من الدعاء والابتهال إلى الله -تعالى- والإلحاح في ذلك. شكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمِه، قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).[١٢] معنى الرزق الرزق في اللغة: اسم وجمعه أَرزاق، ويُقصد به عدّة معاني، منها ما يلي:[١٣] اسم لما يُعطى من الأشياء التي ينتفع بها الإنسان من ثروة، أو ربح، أو مكسب، ونحوه، فيُقال: قُطع رزق فلان؛ أيّ مُنِعَت عنه أسباب العيش، وأسباب الرزق وأبوابه طُرُقه ووسائله. الرزق بمعنى المطر، قال الله سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا).[١٤] الرزق بمعنى الشكر، فربما يكون المُراد بالرزق في بعض المواضع الشكر، قال الله سبحانه وتعالى: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ).[١٥] الرزق بمعنى الثواب، قال الله تعالى: ( قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقًا).[١٦] الرزق بمعنى النفقة التي تجب على الآباء، قال تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).[١٧] الرزق في الاصطلاح: عرّفه الجرجاني بأنّه اسمٌ لما يسوقه الله -سبحانه وتعالى- إلى الحيوان من حلال أو حرام فيأكله، أمّا الإمام القرطبيّ فقد عرّفه بأنّه ما يتغذّى به الكائن الحي، ويكون له فيه بقاء لروحه ونماء لجسده، وفي موضع آخر عرّف الرزق بأنه العطاء، كما في قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)،[١٨] وعند أهل السنّة والجماعة يُعرّف الرزق بأنّه ما صحّ الانتفاع به، سواءً كان المُنتفَع به حلالاً أو حراماً.[١٩] أنواع الرزق رزق الله -تعالى- لعباده ينقسم إلى نوعين رئيسين، هما على النحو الآتي: [٢٠] رزق يطلب العبد، ومثال هذا النوع الميراث، فالميراث لا يُحصّله العبد الوارث بكدّه وتعبه، بل يكون له من غير سعي ولا اكتساب، ويأتيه في موعد يشاؤه الله -تعالى- ويختاره. ‏رزق يطلبه العبد، والأمثلة على هذا النوع كثيرة ويدخل فيه ما يحصل عليه الزّراع ‏والتُجّار والعمّال وغيرهم من أجور ومكافآت على عملهم، وهذا النوع من الرزق لا يحصل للعبد إلّا ‏بسعيٍ منه واكتساب وجِدٍّ وعمل. وكلا هذين النوعين مقدّر ومقسوم من الله -سبحانه وتعالى- ولا يتدخَّل العبد مطلقاً في ذلك، فإنّ رزق الإنسان يكون بتقدير الله تعالى، وإن أُبطئ الرزق على العبد مع سعيه، فذلك لحِكمةٍ من الله تعالى، قال الإمام ابن تيمية: (الأسباب ‏التي يحصل بها الرزق هي ‏من جملة ما قدّره الله وكتبه، فإن كان قد تقدّم بأنّه يرزق العبد بسعيه واكتسابه، ألهمه ‏السعي والاكتساب، ‏وذلك الذي قدّره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدّره له بغير اكتساب كموت مورثه ‏يأتيه به ‏بغير اكتساب‎).






الرزق الرزق هوَ العطاء والهبة وما ينتفع به الإنسان، وقد تكفّل اللهُ به لعباده سواءً بذلك من آمن منهم أو من كفر به، إلّا أنّ رزق الله لعباده المؤمنين يختلف عن ذلك الرزق الذي يأتي لأيّ إنسان، فقد وعد الله عباده المتّقين بالطيّب من الرزق، أمّا الكافر والعاصي فإن رزقه يأتي نَكِداً منزوع الخير والبركة، قالَ تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)،[١]فالكافر يبقى في حياته يسعى في تحصيل رزقه جاهداً، ثمّ لا يأتيه من ذلك إلا ما قدّره الله له، أمّا المؤمن فإنه يؤمن إيماناً جازماً بأنَّ الله سُبحانهُ وتعالى قد أوجدهُ على هذهِ الأرض بعد أن تكفّلَ لهُ برزقه، فتُقرُّ نفسه وتهدأ ولا ينشغل بتحصيل رزقه عن عبادة الله مع سعيه للعمل؛ لكونه مأموراً بذلك من الله، قال تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)،[٢] فهل ينحصر الرزق بنوعٍ محددٍ وهو المال؟ أم أن له أنواع أخرى؟ أنواع الرزق يتصوّر كثير من الناس أنَّ الرزقَ محصورٌ فقط في المال، وهذا نوعٌ واحدٌ ضيِّقٌ من أنواع الرزق، بينما أنّ أنواع الرزق أكثر من أن يُحصر في المال، وهي كثيرة يمكن تعدادها حتى تشمل جميع جوانب حياة الإنسان وما يُنتفع به فيها، وما قد يسَّره الله له لتسهيل العيش في الدنيا، ومن أنواع الرزق ما يلي:[٣] رزقُ الإيمان: فالمؤمن بربّه والمؤمن بوجوده هوَ صاحبُ رزقٍ عريض وعطاءٍ عظيم، ولأنّ الرزق هوَ نفعٌ للإنسان ومن مميزاته أنّهُ يأتي دوماً بالخير، فالإيمان رزقٌ يؤدّي بصاحبهِ إلى دُخول الجنّة والسعادة في الدُّنيا والآخرة. رزقُ العِلم والفقه والحِكمة: فالعِلم هو ميراث الأنبياء، وكذلك الحِكمة هيَ عطاء عظيم؛ لأنَّ الله قالَ عمّن أوتي الحكمة بأنّهُ أوتيَ خيراً كثيراً، وكذلك الفقه والفهم هوَ رزق واسِع؛ لأنَّ من يُرِدِ اللهُ بهِ خيراً يُفقّههُ في الدين. رِزق الصحّة والعافية: الصحة هيَ نعمةٌ ورزقٌ لا يملكها كثيرٌ من الناس، ومن كانَ مُعافىً في بدنه فكأنّهُ قد ملكَ الدُنيا بأسرها، فليست نعمةٌ في الدنيا -بعدَ الإيمان بالله- تعدلُ نعمة الصحة والعافية. رِزق المال: وهوَ رزقٌ يعتاش منهُ الإنسان، ويقضي بهِ حوائجه، وينتفع بهِ هو وأهله. رزق الزوجة الصالحة: فإن الزوجة الصالحة من الرزق الذي يهبه الله لعباده، وبذلك جاءت الإشارة النبويّة؛ حيث صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ).[٤] رِزق الذُريّة الصالحة: رزقُ الذريّة الصالحة من خير ما يتحصّل عليه الإنسان في الدنيا؛ لأنَّ الذريّة الشقيّة تُشقي صاحبها وتُشقي المُجتمعات، بينما الذريّة الطيّبة تَسعد بها أنت ومن حولك، وهي قُرّةُ عين ومصدر للسعادة. رزق محبّة الناس لك: فالإنسان القريب من الناس والمألوف عندهم هوَ شخصٌ محظوظ قد ألقى الله لهُ القَبول في الأرض وبين عباده، فكم من شخصٍ ذائع الصيت بكرمِ أخلاقه وحُسن سُمعته! وكم من شخصٍ منبوذ بين الناس مُحتقَر عندهم بغيض إلى قُلوبهم! تعريف الرزق الرِّزقُ: هو ما ينتَفِعُ بهِ البشر من الأموال والزروع والتجارة، أو غير ذلك من الماديّات، أو الأمور المعنوية، ولكلّ إنسانٍ رزقٌ مقسومٌ له؛ حيث إنّ الله قد حدّد لكلّ نفسٍ رزقها وأجلها الذي ستموت فيه، فلن تموت نفسٌ إلا بعد أن تستوفي رزقها من الدنيا،[٥][٦] ويدلُّ على هذا المعنى ويُشير إليه الحديث الذي يرويه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ، فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أُبطأ عنها؛ فاتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ. خذوا ما حلَّ ودَعوا ما حُرّم)،[٧] وإنّ ما يجب على المرء أن يسعى ويكدَّ لتحصيل رزقه، ولا ينبغي له الكون للراحة بدعوى أنّ رزقه مقسومٌ ومحتوم؛ حيث إنّ الله أمر عباده بالسعي والعمل، وجعل ذلك باباً من أبواب عبادته. كيفية جلب الرّزق سبق أن أُشير في مطلع المقالة أن العبد المسلم لا ينبغي عليه أن يركن للراحة إنْ عَلِم أنّ رزقه متحقّقٌ بوعد الله سبحانه وتعالى، بل يجب عليه أن يكون متوكلاً لا متواكلاً، ومن المعلوم أنّ الناس يتفاوتون في الرزق المادي الذي يسعى لتحصيله الناس بالعمل ويُعبَّر عنه بالقوت حيث إن الله يوسِّع على بعض عباده في الرزق ويُضيّق على آخرين لحكمةٍ عنده جلَّ وعلا، فإن كان المسلم ميسور الحال ثم ضاق الرزق عليه فقد شرّع الإسلام بعضاً من الأمور التي ينبغي أن يقوم بها المسلم كي يُوسِّع الله عليه، فربما مُنع الرزق بذنبٍ ارتكبه أو فعلٍ قام به، ومن تلك الأعمال ما يلي:[٨] الإيمان بأن الرزق مقدّر أن يؤمن المسلم ويعتقد اعتقاداً جازماً أنّ الرزق من عند الله؛ يُعطيه من يشاء ويمنعه عمّن يشاء، كما ينبغي على المؤمن أن يدرك أنّه يوجد سبب أدّى إلى إبطاء الرزق عنه بعد إنْ كان مُنعّماً، أو على الأقل مكتفياً بما يأتيه من رزق، فيسعى إلى إيجاد ذلك السبب وإزالته ليعود إليه رزقه، وقد أُشير إلى أنّ لكل إنسانٍ رزقه، وهذا مما ينبغي الإيمان به والتصديق الجازم بحقيقته، ويشير إلى ذلك ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد وَكَّلَ بالرَّحمِ ملَكًا، فيقولُ: أي ربِّ، نُطفةٌ، أي ربِّ، علقةٌ، أي ربِّ، مضغةٌ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن يقضيَ خلقًا، قالَ: قال الملكُ: أي ربِّ ذَكَرٌ أم أنثى؟ شقيٌّ أم سعيدٌ؟ فما الرِّزقُ؟ فما الأجلُ؟ فيُكْتبُ كذلِكَ في بَطنِ أمِّهِ)،[٩] الابتعاد عن الذنوب والمعاصي تُعتبر المعاصي والذُّنوبِ والآثام من أهم الأسباب التي تؤدّي إلى منع الرزق وتأخيره عن عباد الله، فإنْ كان ذلك هو السبب الحقيقي وراء منع الرزق عن المسلم وإبطاءه عنه فإنّه يجب عليه إزالة مسببات منع الرزق بالاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فإن تاب من تلك الذنوب عاد رزقه كما كان يأتيه، وبارك الله له فيه، ويُدلّل على ذلك ما يرويه ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أنَّه قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)؛[١٠] أمّا إن استمرّ العبد على معصيته بزعم أن الله يرزقه، بل إن رزقه زاد مع عصيانه، فذلك دليلٌ على بُعده عن الله، وأنّ الله يُملي له ليُعذّبه، ثمّ إنّ رزقه سيأتيه منزوع البركة لا خير فيه؛ فلا نفع لعصيانه لخالقه،[١١] ومن أهمّ الذنوب والمعاصي التي تُسبّب منع الرزق وإبطاءه على المسلم هي الزنا وما يُقرِّب إليه والفحش في القول أو العمل، فعَن عبد الله بن عمر -رضِيَ اللهُ عنهُ- عن رَسولِ اللهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ- قال: (الزِّنا يورِثُ الفقرَ)،[١٢] وقد أشار الحديث تخصيصاً إلى أن الزنا يدعو إلى الفقر في حين إنّه يدلُّ ضمناً على أن أي عملٍ يؤدي إلى تلك الكبيرة يكون سبباً في منع الرزق، فيجب الامتناع عن الوسائل المفضية للزنا كما ينبغي الامتناع عن فعل الزنا ذاته.[١٣] صلة الرَّحم تجلب الرزق يُعتبر قطع الأرحام من الأعمال التي تؤدّي إلى منع الرزق، فينبغي على الإنسان إذا انقطع رزقه أو نَقُص أن يصل رحمه ويبرّها، وإن كان باراً بها فعليه أن يستمرّ على ذلك حتى يُبارك الله له في رزقه، فقد روى ابن حبان أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه)،[١٤] فإن قطيعة الرحم تؤدي إلى منع الرزق عن المسلم أو أنها تؤخره عنه، أو تنزع البركة منه.[١٣] الصدقة تجلب الرزق الصدقة من أهم الأبواب التي تؤدي إلى جلب الرزق وتكثيره وتنميته؛ حيث إنّ الذي يتصدق بماله على المستحقين للصدقة موعودٌ بأن يكثَّر ماله ويُبارك له فيه، وقد يزرقه الله بديل ما تصدَّق به في الدنيا ثم يأجره عليه في الآخرة، أو ربما يؤخّر الله الأجر له ويدخّره إلى يوم القيامة، وقد روي عن علي بن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- ما يدلُّ على ذلك حيث روي أنه قال: (اجتمع عليُّ بنُ أبي طالبٍ وأبو بكرٍ وعمرُ وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ فتمارَوْا في أشياءَ، فقال لهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ: انطلِقوا بنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نسألُه، فلمَّا وقفوا على النَّبيِّ عليه السَّلامُ قالوا: يا رسولَ اللهِ جِئنا نسألُك، قال: إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتُكم بما جئتم له، قالوا أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ، قال: جئتم تسألوني عن الصَّنيعةِ لمن تكونُ؟ ولا ينبغي أن تكونَ الصَّنيعةُ إلَّا لذي حسَبٍ أو دِينٍ، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ يجلِبُه اللهُ على العبدِ، اللهُ يجلبُه عليه فاستنزِلوه بالصَّدقةِ، وجئتم تسألوني عن جهادِ الضَّعيفِ، وجهادُ الضَّعيفِ الحجُّ والعمرةُ، وجئتم تسألوني عن جهادِ المرأةِ، وجهادُ المرأةِ حُسنُ التَّبعُّلِ لزوجِها، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ من أين يأتي وكيف يأتي، أبَى اللهُ أن يرزُقَ عبدَه المؤمنَ إلَّا من حيث لا يحتسِبُ).




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:55 pm

الضَّمانِ الإلهيّ في الرِّزق
خَلَقَ الله الإنسانَ وهيَّأ لهَ أسبابَ البَقاءِ؛ فسخَّرَ لهُ الأرضَ وما عَليها؛ فأنزَلَ الأمطارَ، وأنبتَ الأشجارَ، وساقَ للإنسانِ الرِّزقَ بأصنافٍ وأحوالٍ مُختلفةٍ وغزيرة، ولمَّا تغيَّرت أحوالُ النَّاسِ وتبدَّلت عاداتُهم وأساليبُ مَعيشتِهمُ انصَرفوا عنِ الكَثيرِ مِن الأرزاقِ المُتاحَةِ مِن فِلاحةِ الأرضِ وتدجينِ الحيواناتِ وغَيرِها إلى السَّعيِ لِتحصيلِ الرِّزقِ بالعَملِ فيما تَجلِبُهُ الحَضاراتُ والتَّطورِ من الأشغالِ والتِّجارَةِ والكَسبِ بالمُقابِل. ومَهما يُواجِهُ الإنسانُ من تَغييرٍ أو تَطويرٍ فإنَّ أهمَّ ما يَشغَلُهُ على الدَّوامِ أمرانِ: رِزقُهُ ووُجودُه؛ فأمّا الوجود فإنَّهُ موقوفٌ على إرادةِ الله القائِلِ: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتاب)،[١] بِمَعنى أنَّ لِكلِّ أَجَلٍ أَمرٌ قَضاهُ الله كِتابٌ قد كَتَبَهُ فهو عِنده. وأمَّا الرِّزق فإنَّهُ يَطلُبُ العَبدَ ويَعرِضُ لَهُ فإذا أذِنَ اللهُ صارَ بيدِهِ وبِمُلكِهِ، قالَ تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،[٢] وفيمَا يَرويهِ أبو الدَّرداءِ رَضِيَ الله عنهُ عن رسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أنَّهُ قال: (إنَّ الرّزقَ لَيَطْلُبُ العبدَ أكْثَرَ مِمَّا يطلبُه أجلُهُ).[٣] فقد ضَمِنَ الله للإنسانِ رِزقَهُ حتّى لا يَنشَغِلَ عن تَحقيقِ الهَدَفِ الذي خُلِقَ من أجلِهِ ويُحقِّقَ بِذلِكَ غايَةَ خلقِه.


يُعرف الرِّزقُ بأنّه كلُّ ما يُنتَفَعُ بهِ من مالٍ أو زَرعٍ أو غيرِهما، وهو ما كانَ للعبدِ من اللهِ بِغيرٍ سَعيٍ ولا نيَّةِ تَحصيلٍ، على خِلافِ ما يظنُّ النَّاس بأنَّهُ ما جاءَ من عَمَلٍ أو استثمارٍ أو نَحوِها، وهو ما يَقسِمُ الله تَعالى لِعبدهِ من طَعامٍ وشَرابٍ ومَلبسٍ، وكُلُّ ما يَنتَفِعُ به الإنْسانُ ويَستَهلِكُه.[٤][٥][٦][٧]



العدالة الإلهيَّةُ في الرِّزق
يُجري اللهُ الأرزاقَ ويَسوقُها لِعبادِهِ دونَ كدٍّ مِنهُم ولا تَعبٍ تَحقيقاً لِكفالَتِهِ بالرِّزقِ لِكلِّ الخَلق، ثمَّ إنَّ النَّاسَ يَتفاوَتونَ بأعمالِهِم واجتِهاداتِهم في أساليبِ تحقيقِ الكَسبِ فَيتفاضَلونَ بينَهم بالتَّخطيطِ والتَّنفيذِ ثمَّ التَّحصيل؛ فمِنهُم من يَغنَمُ المالَ الوَفيرَ والخيرَ الكَثيرِ، ومِنهُم من يُراوِحُ قدراً مُعيّناً من المالِ يتكسَّبُهُ لِقاءَ جُهدٍ زَمنيً لِصالِحِ عَملٍ فرديٍ أو مؤسَّسي، فيُسمِّي النَّاسُ ذلِكَ ضيقاً في الرِّزقِ وابتلاءً من الله أو قدراً مَحتوماً، والواقِعُ أنَّ أرزاقَ اللهِ مُوزَّعةٌ بينَ عِبادِه بِحكمةٍ وعَدالَةٍ بالِغَتينِ.[٥]



أسباب ضيق الرّزق
أشارَ العُلماءُ أنَّ الرِّزقَ غير محصورٍ بالمالِ؛ بل يتعدَّاهُ إلى الصِّحَّةِ، والعافِيةِ، والذُّريَّةِ، والاستِقرارِ الأسريّ وغيرَ ذلِكَ الكَثيرَ مِن نِعمِ اللهِ التي لا يُحصيها عَقلُ آدميّ. وفي تفسيرِ قولِهِ تَعالى: (لهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[٨] يَقولُ الطَّبري: (يُوسِّعُ رِزقَه وفَضلَه على من يَشاءُ من خَلقِه، ويَبسُطُ لَه، ويُكثِّر ماله ويُغنيه. ويَقدِر: أي ويَقتُر على من يَشاءُ مِنهم فيضيِّقُه ويُفقِره).[٩] فإنَّ اللهَ تَعالى يَحكُمُ بِعلمِهِ الواسِعِ وحِكمَتِهِ بأن يوسِّعَ على من يَشاءُ لِعلمِهِ بِمن يُصلِحُهُ البسطُ في الرِّزقِ أو يُفسِدُه، ويُقتِرُ على من يَشاءُ لِعلمِهِ بِمن يصلِحهُ التَّقتيرُ عليهِ أو يُفسِدُه، وقد تَكونَ السَِّعةُ في الرِّزقِ جزاءً على الإحسانِ للمُسلِمِ ولِغيرِهِ كما قد تَكونُ ابتلاءً وكذلِك أمرُ التَّقتير، وقَد وَرَد في آياتِ الله وسُنَّةِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أسبابٌ ودلالاتٌ لِضيقِ الرِّزقِ، وفيما يلي عرضٌ لِبعضِها:

المعاصي والذُّنوب: فقَد يُحرَمُ العبدُ رِزقاً مَكتوباً لهُ بذنبٍ يأتيهِ أو معصِيةً يستَهينُ بِها، فعن ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّهُ قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)؛[١٠]
فإنَّ العَبدُ يُحرَمُ الرِّزقَ جزاءً بِما ارتَكبَ من المعاصي والذُّنوبِ أو يُحرَمُ برَكتَه، فلا يأتيهِ رِزقَهُ إلَّا مُنغَّصاً مَنزوعَ البَرَكةِ.[١١]

حِكمةُ الله في المُفاضَلةِ بينَ النَّاسِ في الرِّزق: قالَ تَعالى: (وَاَللَّه فَضَّلَ بَعْضكُمْ عَلَى بَعْض فِي الرِّزْق فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقهمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللَّه يَجْحَدُونَ)،[١٢] وفي الآيةِ تِبيانُ اختِلافِ النَّاسِ في الأرزاقِ وتفاضُلِهم فيها فَمِنهم غنيُّ ومنهم فَقيرٌ، ثمَّ إنَّ الأغنياءَ لَم يؤدوا زكاةَ أموالِهم وصَدقاتِها فينتَفِعَ بِها الفُقَراءُ ليتساووا في الرِّزقِ، وفي ذلِكَ حِكمةٌ ربَّانيَّةٌ لِيُسالَ كُلُّ عَبدٍ عن رِزقِهِ وعن حُقوقِ النَّاسِ فيه.[١٣]
الزِّنا: فعَن عبد الله عمر رضِيَ اللهُ عنهُ عن رَسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ أنَّه قال: (الزِّنا يورِثُ الفقرَ)،[١٤] وقَد قُرِن الزِّنا بالفَقر في أكثَرِ من مَوضِعٍ في الأثَرِ لِما لهُ مِن فسادٍ للمُجتَمعاتِ وهَدمٍ لِبنيانها.[١٥]
الرِّبا والكَسبُ المُحرَّم: عن عَمرو بن العاصِ رضِيَ الله عنهُ عن رَسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أنَّهُ قال: (ما مِن قومٍ يَظهرُ فيهِمُ الرِّبا إلَّا أُخِذوا بالسَّنةِ وما مِن قومٍ يَظهرُ فيهم الرِّشا إلَّا أُخِذوا بالرُّعبِ)،[١٦] وقَد وَعَدَ الله المُتَعامِلينَ بالرِّبا بالفَقرِ والخَسارَةِ، فقالَ في كِتابِهِ العظيم: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )؛[١٧] فيَمحَقُ اللهُ الرِّبا بأن يذهبَ بِهِ كلّه أو يذهب بِبَرَكَتِه وفي كِلاهُما فسادٌ في المالِ وذهابٌ للرِّزقِ.[١٥]
نَقصُ المِكيالِ والمِيزان: ويَشهَدُ تاريخُ الأمَمِ الغابِرةِ على صِدقِ وبيِّنةِ هذا السَّببِ، وقَد أخبَرَ بِهذا رَسولُنا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مُحذِّراً أمَّتَهُ الفَقرَ والخَرابَ. رَوى عبد الله بن عُمر: (أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا معشرَ المُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بِها إلَّا فَشا فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا ولم ينقُصوا المِكْيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المئونَةِ وجَورِ السُّلطانِ عليهِم ولم يمنَعوا زَكاةَ أموالِهِم إلَّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولَولا البَهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رسولِهِ إلَّا سلَّطَ اللَّهُ عليهم عدوًّا من غيرِهِم فأخَذوا بعضَ ما في أيدَيهِم وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمَّا أنزلَ اللَّهُ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم).[١٨]
قَطعُ الرَّحم: فصِلَةُ الرَّحمِ من الطَّاعاتِ الجالِبةِ للرِّزقِ والبركةِ وقطيعةُ الرَّحمِ مَفسَدةٌ وظُلمٌ ومعصيةٌ تستَدعي تعطيلَ الرِّزقِ ومَنعِه، عن أنس بن مالك رَضِيَ الله عنهُ أنَّ رَسولَ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ قال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه).[١٩][١٥]


أنواع الرزق
قدَّرَ الله لِعبادِهِ أنَّهم مرزوقونَ مِن مُلكِهِ بأحدِ صورتينِ؛ فالأولى رِزقٌ رَبَّانيٌّ يَطلُبُ العَبدَ ويُقسَمُ لهُ من غيرِ كدٍّ ولا طَلَب، ويتحقَّقُ امتِلاكُ العبدِ لَهُ من أبوابَ مُختَلِفةٍ كالميراثِ. والصُّورةُ الثَّانيةُ للرِّزقِ فإنَّما تتمثَّلُ باجتِهادِ العبدِ وسَعيِهِ للعَملِ والكسبِ الحلالِ الطيِّبِ، فَهوَ رِزقٌ يَطلُبُه العَبدُ ويسعى لامتِلاكِهِ وتحقيقِه، وكِلتا الصُّورتينِ من صورِ لرِّزقِ لا تتحصَّلُ إلا برحمةِ اللهِ وإرادته.[



حكمة الله في الرزق جعل الله -عزّ وجلّ- للرزق قوانين، لا يمكن لها أن تتبدل أو تتغير، ومن تبع تلك القوانين نال الرزق من الله تعالى، فالله -عز ّوجلّ- هو الذي خلق الخلق وهو الذي تكفّل برزقهم، قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)،[١] وأوّل هذه القوانين كما ورد في القرآن الكريم، أنّ الرزق يحتاج إلى سعيٍ وطلبٍ، ومن أراده فعليه أن يسعى لتحصيله، ويتوكل على الله كما دلّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله -تعالى- هو الذي يوزّع أرزاق العباد، فيجعل من يشاء منهم فقيراً، ويجعل من يشاء منهم غنيّاً، وليس ذلك بعشوائيةٍ منه، وإنّما بعلمه بكل شيء، والعبد يعلم أنّ رزقه واصلٌ إليه لا محالة، فلا يستبطئه ولا يستعجله بطريق الحرام، كما قال رسول الله: (لا تستبطئوا الرِّزق، فإنَّهُ لم يكن عبدٌ ليمو حتى يبلغه آخر رزقٍ هو لهُ، فاتَّقُوا الله، وأجملُوا في الطَّلب، أخذ الحلال، وترك الحرام).[٢][٣] أسباب جلب الرزق تكفّل الله -تعالى- بأرزاق المخلوقات كلها، وقدّر لها من الرزق ما تستقيم به حياتها، لا فرق في ذلك بين الإنسان، والنبات، والحيوان، وسواء كان الإنسان مؤمناً أو كافراً، فقد قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)،[٤] ويختص الله عباده الصالحين برزق الإيمان وهداية القلب، وهناك العديد من الأسباب التي تستجلب الرزق، وهي أسباب معنوية، وفيما يأتي بيان لهذه الأسباب:[٥][٦] تقوى الله تعالى: وهو سبب عام تندرج تحته باقي الأسباب، فمن كان حريصاً على رضا الله والتقرب منه، ضاعف له رزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).[٧] الإكثار من الاستغفار: وهو ما قاله الله -تعالى- على لسان سيدنا نوح حين قال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).[٨] صلة الرحم: حيث إنّ لها الأثر الكبير في جلب الرزق، وقد أخبر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. الإنفاق في سبيل الله: حيث إنّ النفس تأمر صاحبها بالبخل، والإنفاق يحرّرها من هذا البخل، كما إنّ الذي أعطى المال هو الذي أمر بالإنفاق، ورتّب على الإنفاق الجزاء بمضاعفة المال. الزواج المبني على التعفّف والإحصان وإرادة الولد: فيؤدي إلى أنّ يرزق الله صاحبه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٩] إكرام الضعفاء، والإحسان إليهم. التبكير في طلب الرزق، فقد كان رسول الله إن أراد أن يبعث جيشاً أو سريةً يبعثهم أول النّهار. الهجرة في سبيل الله تعالى. التفرغ لعبادة الله، بمعنى حضور القلب، والخشوع لله أثناء القيام بالعبادات. المتابعة بين الحج والعمرة، قال رسول الله: (تابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنهما ينفِيان الفقر والذُّنوب، كما ينفي الكيرُ خبث الحديد والذَّهب والفضة).[١٠] منازل الرزق قسّم الله بين العباد أرزاقهم كما قسّم بينهم أخلاقهم وفضائلهم، فجعل منهم الفقير الذي لا يجد في يومه القوت، وجعل منهم المسكين الذي مسكنه الفقر، كما جعل منهم العفيف الذي لا يُعرف بين النّاس، ولا يجد من الأغنياء من يغنيه، وهذه الفئة قليل من الناس من ينتبه له، أمّا الغني فهو الذي يجد قوت يومه، ومسكنه، وكفايته، والغنى يكون على مراتب، فمن الأغنياء من يكون غناه متسوعب لحاجاته، ولا يفيض عن ذلك إلا الشيء اليسير، ومنهم من يفيض ماله عن حاجاته فيدخل في الكماليات والملذّات، ويبذل جهده في حراسته وصيانته، أمّا ثالثهم فيعيش في بحرٍ من المال، وتحته العباد والبلاد، يأتمرون الناس بأمره وينتهون بنهيه، ويتنافسون في التودّد إليه والتقرّب منه، ومع ذلك فإن الخوف من زوال هذه الأموال ملازمٌ له، وقد فقد راحة البال والأنس، وهذا حسابه طويل يوم القيامة، وحيث إنّ خير الرزق ما كان متوسّطاً بين الفقر والغنى، وهو مضمونٌ لا يمنعه مانع، ولا يجلبه جالب، ومهما سعى العبد وبذل من الجهد فلن يصله إلا ما كتبه الله له، وإنّ العاقل لا يصيبه الحزن على ما فاته من أمور الدنيا.[١١] أنواع الرزق إنّ كثيراً من النّاس مَن يتوهّم أنّ الرزق محصورٌ في المال، وهذا وهْمٌ يعيب صاحبه، وفيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة في الرزق وأنواعه: المال أحد أنواع الرزق، والصحة رزق، والعلم رزق، وطاعة الله رزق، والزوجة الصالحة والعفيفة رزق، والحكمة رزق، والأولاد رزق؛ فالمال ليس هو الرزق، وإنما هو نوعٌ من أنواع الرزق، وهو وسيلة وليس غاية. الرزق هو ما ينتفع به الإنسان، أمّا ما لم ينتفع به فهو الكسب، فكل ما يكون من ضمن حاجة العبد فهو رزقه، وما فاض عن تلك الحاجة فقد اكتسبه بجهده، ويحاسبه الله -تعالى- عن كيفية اكتسابه، وحين يموت الميت تقول روحه: "يا أهلي ويا ولدي جمعْتُ المال ممَّا حلّ وحرم، فأنفقتهُ في حلِّه وفي غير حلِّه، فالهناء لكم والتَّبعة عليّ"، ويدخل في الرزق كل ما يُنتفع به، حلالاً كان أم حراماً، طيباً كان أم خبيثاً، مشروعاً كان أم غير مشروع، ولذلك فقد جاء التكليف بكسب الرزق الطيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).[١٢][١٣] آثار الإيمان باسم الله الرّزاق إن من آثار الإيمان باسم الله الرّزاق ما يأتي:[١٤] حصول اليقين بأنّ الرزق بيد الله وحده، وقد ارتبط ذلك بمشيئة الله لحكمة أرادها الله تعالى. التوكل على الله، من خلال إدراك العبد أنّ رزقه مكتوبٌ منذ نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه. العلم بأنّ من أسباب دوام الرزق وجلبه شكر الله على نعمه، وحق على الله -سبحانه- أن يرزق من يشكره. مراقبة الله -تعالى- في طرق تحصيل الرزق، فيبتعد عن الطرق المحرمة، ويعلم أنّه مسؤول يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:58 pm

كثرة الرزق كثرة الرزق من الأشياء التي يسعى لها جميع الناس؛ لأنّ الرزق من الأسباب التي تجلب السعادة للأشخاص وتوفّر لهم الرفاهية، والعيش الرغيد، والرزق لا يكون فقط أموالاً، إنّما له أشكالٌ كثيرة، فقد يكون الرزق أبناء وبنات متفوقين وناجحين، وقد يكون الرزق على هيئة حبّ، أو صداقة، أو وظيفة مرموقة، أو حتى إرسال أمطار الخير من السماء، وغيرها من أشكال الرزق الكثيرة التي يمنّ الله سبحانه وتعالى بها على عباده، ويختصّ بها أشخاصاً أكثر من غيرهم، فالبعض يوسع الله سبحانه وتعالى عليهم بالرزق لحكمةٍ معينة، والبعض يضيق عليهم الرزق لحكمة أيضاً، وكله بأمر الله سبحانه وتعالى. أسباب كثره الرزق كثرة الاستغفار الاستغفار من أهمّ أسباب الرزق الكثير، إذ إنّ من يلتزم بالاستغفار يبارك الله سبحانته وتعالى له في رزقه ويرزقه من حيث لا يحتسب، وذلك لقوله سبحانه وتعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) [نوح: 10-12]. التقوى والإيمان تعتبر التقوى من الأسباب التي تزيد رزق الإنسان، فكلّما زاد إيمان العبد، وزادت التقوى في قلبه، مدّ الله له في رزقه، ويسّر له أسباب الرزق وجعل أبوابه مفتوحة، وذلك لقوله جلّ وعلا: (...وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...) [ الطلاق: 2-3]‏. حُسن التوكل على الله من يتوكل على الله سبحانه وتعالى حُسن التوكل، ويسعى إلى طلب الرزق وهو موقن بأنّ الله تعالى سيسر له رزقه، فإنّ الله سيرزقه ويفتح أبواب الرزق له، فالله تعالى الذي يرزق الطير وهي جائعة هائمة لا تعلم أين تجد طعامها، والذي يرزق الحوت في بطن البحر، يرزق أيضاً الإنسان الذي يتوكّل عليه ويدع أمره كلّه لله. المتابعة بين العمرة والحج المسلم الذي يذهب إلى الحج والعمرة مرّاتٍ كثيرة متتابعة، يرزقه الله تعالى ويوسّع له في رزقه وينفي عنه الفقر والحاجة، لذلك يجدر بالمؤمن الذي يرغب في أن يرزقه الله تعالى كثيراً أن يحرص على أداء العمرة والحج مراتٍ كثيرة ومتتابعة. صلة الرحم يُقصد بصلة الرحم أي زيارة الأقارب من الأرحام، وهم: الوالدان، والأجداد، والإخوة، والأخوات، والأعمام، والعمات، والأخوال، والخالات، وجميع الرحم المتصلين بصلة قرابة أو نسب، إذ إنّ صلة الأرحام وزيارتهم تُعدّ من أهمّ أسباب البركة في الرزق، كما أنّها سبب في بركة العمر أيضاً، وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه ، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ) [صحيح البخاري]. الإنفاق في سبيل الله كثرة الإنفاق في سبيل الله سواء كان هذا الإنفاق صدقات في سبيل الله، أو كفالة يتيم، أو التصدق على الفقراء والمحتاجين، أو الإنفاق على طلبة العلم، أو المجاهدين في سبيل الله يُعدّ سبباً من أسباب الرزق الوفير المبارك.




أسباب جلب الرزق تكفّل الله -تعالى- بأرزاق المخلوقات كلها، وقدّر لها من الرزق ما تستقيم به حياتها، لا فرق في ذلك بين الإنسان، والنبات، والحيوان، وسواء كان الإنسان مؤمناً أو كافراً، فقد قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)،[٤] ويختص الله عباده الصالحين برزق الإيمان وهداية القلب، وهناك العديد من الأسباب التي تستجلب الرزق، وهي أسباب معنوية، وفيما يأتي بيان لهذه الأسباب:[٥][٦] تقوى الله تعالى: وهو سبب عام تندرج تحته باقي الأسباب، فمن كان حريصاً على رضا الله والتقرب منه، ضاعف له رزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).[٧] الإكثار من الاستغفار: وهو ما قاله الله -تعالى- على لسان سيدنا نوح حين قال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).[٨] صلة الرحم: حيث إنّ لها الأثر الكبير في جلب الرزق، وقد أخبر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. الإنفاق في سبيل الله: حيث إنّ النفس تأمر صاحبها بالبخل، والإنفاق يحرّرها من هذا البخل، كما إنّ الذي أعطى المال هو الذي أمر بالإنفاق، ورتّب على الإنفاق الجزاء بمضاعفة المال. الزواج المبني على التعفّف والإحصان وإرادة الولد: فيؤدي إلى أنّ يرزق الله صاحبه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٩] إكرام الضعفاء، والإحسان إليهم. التبكير في طلب الرزق، فقد كان رسول الله إن أراد أن يبعث جيشاً أو سريةً يبعثهم أول النّهار. الهجرة في سبيل الله تعالى. التفرغ لعبادة الله، بمعنى حضور القلب، والخشوع لله أثناء القيام بالعبادات. المتابعة بين الحج والعمرة، قال رسول الله: (تابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنهما ينفِيان الفقر والذُّنوب، كما ينفي الكيرُ خبث الحديد والذَّهب والفضة).[١٠] منازل الرزق قسّم الله بين العباد أرزاقهم كما قسّم بينهم أخلاقهم وفضائلهم، فجعل منهم الفقير الذي لا يجد في يومه القوت، وجعل منهم المسكين الذي مسكنه الفقر، كما جعل منهم العفيف الذي لا يُعرف بين النّاس، ولا يجد من الأغنياء من يغنيه، وهذه الفئة قليل من الناس من ينتبه له، أمّا الغني فهو الذي يجد قوت يومه، ومسكنه، وكفايته، والغنى يكون على مراتب، فمن الأغنياء من يكون غناه متسوعب لحاجاته، ولا يفيض عن ذلك إلا الشيء اليسير، ومنهم من يفيض ماله عن حاجاته فيدخل في الكماليات والملذّات، ويبذل جهده في حراسته وصيانته، أمّا ثالثهم فيعيش في بحرٍ من المال، وتحته العباد والبلاد، يأتمرون الناس بأمره وينتهون بنهيه، ويتنافسون في التودّد إليه والتقرّب منه، ومع ذلك فإن الخوف من زوال هذه الأموال ملازمٌ له، وقد فقد راحة البال والأنس، وهذا حسابه طويل يوم القيامة، وحيث إنّ خير الرزق ما كان متوسّطاً بين الفقر والغنى، وهو مضمونٌ لا يمنعه مانع، ولا يجلبه جالب، ومهما سعى العبد وبذل من الجهد فلن يصله إلا ما كتبه الله له، وإنّ العاقل لا يصيبه الحزن على ما فاته من أمور الدنيا.[١١] أنواع الرزق إنّ كثيراً من النّاس مَن يتوهّم أنّ الرزق محصورٌ في المال، وهذا وهْمٌ يعيب صاحبه، وفيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة في الرزق وأنواعه: المال أحد أنواع الرزق، والصحة رزق، والعلم رزق، وطاعة الله رزق، والزوجة الصالحة والعفيفة رزق، والحكمة رزق، والأولاد رزق؛ فالمال ليس هو الرزق، وإنما هو نوعٌ من أنواع الرزق، وهو وسيلة وليس غاية. الرزق هو ما ينتفع به الإنسان، أمّا ما لم ينتفع به فهو الكسب، فكل ما يكون من ضمن حاجة العبد فهو رزقه، وما فاض عن تلك الحاجة فقد اكتسبه بجهده، ويحاسبه الله -تعالى- عن كيفية اكتسابه، وحين يموت الميت تقول روحه: "يا أهلي ويا ولدي جمعْتُ المال ممَّا حلّ وحرم، فأنفقتهُ في حلِّه وفي غير حلِّه، فالهناء لكم والتَّبعة عليّ"، ويدخل في الرزق كل ما يُنتفع به، حلالاً كان أم حراماً، طيباً كان أم خبيثاً، مشروعاً كان أم غير مشروع، ولذلك فقد جاء التكليف بكسب الرزق الطيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).[١٢][١٣] آثار الإيمان باسم الله الرّزاق إن من آثار الإيمان باسم الله الرّزاق ما يأتي:[١٤] حصول اليقين بأنّ الرزق بيد الله وحده، وقد ارتبط ذلك بمشيئة الله لحكمة أرادها الله تعالى. التوكل على الله، من خلال إدراك العبد أنّ رزقه مكتوبٌ منذ نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه. العلم بأنّ من أسباب دوام الرزق وجلبه شكر الله على نعمه، وحق على الله -سبحانه- أن يرزق من يشكره. مراقبة الله -تعالى- في طرق تحصيل الرزق، فيبتعد عن الطرق المحرمة، ويعلم أنّه مسؤول يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه





كيفية جلب الرّزق سريعاً خلق الله -تعالى- السماوات في يومين، ثمَّ عمد إلى الأرض فقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام، وأمر عباده أن يطلبوا الرزق منه وحده، فهو خالق هذا الكون بكلِّ ما فيه من العجائب والمعجزات التي لا تزال تُكتشف إلى يومنا هذا، أمَّا ما يُعانيه الناس من المجاعات، واحتباس المطر، فليس لعدم وجود ما يكفي الناس على الكوكب، إنَّما هو بذنوب العباد وآثامهم، وقد زاد في هذه الفترة من الزمان اضطراب الناس وقلقهم بشأن أرزاقهم، ويعود هذا القلق في حقيقته إلى بعد الناس عن حقيقة أنَّ الله وحده هو الرزَّاق، ومما يخفّف من هذا القلق عِلم الإنسان أنَّ الله -تعالى- أول ما خلق خلق القلم، فقال له: اكتب، فكتب القلم مقادير السماوات والأرض، كما كتب ما هو كائن قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثمَّ جفَّ القلم وطوى الله -تعالى- عن الناس علم الغيب، لكنَّه أمرهم باتخاذ الأسباب والسعي الدائم لتحصيل الرزق المقدَّر.[٣] يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن: (إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ)،[٤] فإذا علم الإنسان أنَّ رزقه مكتوب، وأنَّه لاقيه لا محالة، اطمأنت نفسه وسكنت روحه مع الأخذ بالأسباب؛ لأنَّ السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضة، فإذا تأخر الرزق أو قل، كان ذلك لحكمة أرادها الله تعالى، فقد يكون هذا الرزق سبباً في القيام بالمعصية، فيمنع الله -تعالى- عبده منه ليَسدّ عليه باب المعصية ويفتح له باب التوبة، والتوكل على الله -تعالى- وهو في حقيقته عملٌ من أعمال القلوب؛ يعتمد فيه الإنسان على الله، ولا يلجأ إلى أحدٍ سواه، ويحصل الإنسان بسببه على رضا الله مع الفضائل والبركات الدنيوية.[٣] وقد وقف الإسلام بين مقاصد الدنيا والآخرة، فلما كان العمل والكسب من ضروريات الحياة هيّأ الله -تعالى- للناس الأسباب المعينة على تحصيل مصدر عيشهم، ومما يؤكد ذلك أنَّ الله -تعالى- ربط بين العبادة والعمل في الكثير من الآيات، وفي ذلك يقول ابن عباس: "كانوا يتّقونَ البيوعَ والتجارةَ في المواسمِ والحجِ، يقولونَ: أيامُ ذكرٍ"، فأنزل الله -تعالى- عليهم قوله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)،[٥] كما قرن الله -تعالى- بين من خرج مجاهداً في سبيل الله ومن خرج يسعى إلى تحصيل رزقه، وقد عُرف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في ميادين الجهاد والعمل، فقد عمل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في التجارة، وإنَّ العمل المباح مهما كان جنسه وضَعفه في أعين الناس لهو كرامة لصاحبه ويُغنيه عن سؤال الناس، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "مكسبةٌ فيها دناءةٌ خيرٌ من سؤالِ الناسِ، وإني لأرى الرجلَ فيُعجبُني شكُله، فإذا سألتُ عنه فقيلَ لي: لا عملَ له، سقطَ من عيني".[٦] أسباب الرزق يُكثر الناس من الشكوى من ضيق العيش وعدم وجود البركة مع كثرة الأعباء والمسؤوليات ونسيان ما شرع الله -تعالى- لعباده من الأسباب والمفاتيح التي تجلب الرزق، ومنها:[٧] الإكثار من الاستغفار مع المسارعة إلى التوبة، فمتى رجع الناس إلى الله -تعالى- بارك الله في أرزاقهم وأصلح بالهم. الإنفاق في وجوه الخير والعطف على الضعفاء والمساكين، فمن فرَّج عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، فرَّج الله عليه كربةً من كرب الآخرة. الحرص على صلة الأرحام، فقد وعد الله -تعالى- من يداوم على صلة الأرحام بطول العمر وكثرة الرزق. التوجه إلى الله -تعالى- بالتضرع والدعاء، فالله هو الملاذ في العسر واليسر، وما وقف أحدٌ ببابه فنحَّاه، ولا يخيّب من دعاه ورجاه. في السماء رزقكم يُروى عن الأصمعي أنَّه خرج ذات يوم من المسجد الجامع في البصرة، فإذا برجلٍ أعرابي جاف بيده قوسٌ وسيف، فاقترب منه وسلَّم عليه، فبادر الرجل إلى سؤاله وقال: ممن الرجل؟ فأجاب قائلاً: الأصمعي، فسأله: ومن أين أتيت؟ فردَّ عليه الأصمعي وقال: من مكان يُتلى فيه كلام الله تعالى، فتعجَّب الأعرابي وقال: وهل للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟ قال: نعم، فطلب منه الأعرابي أن يتلو عليه شيئاً من كلام الله، فتلا عليه سورة الذاريات حتى وصل إلى قول الله: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)،[٨] فصاح الأعرابي قائلاً: وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، وعندما قيل لحاتم الأصم من أين تأكل؟ قال: من الله، فتعجب الناس وقالوا: وهل تَنزل عليك الدراهم من السماء، فقال لهم: ويحكم إنَّ السماء والأرض لله، فإن لم ينزله لي من السماء ساقه لي في الأرض،[٩] فعلى الناس الحرص على طلب الرزق بجميع أسبابه المُباحة، ويجتنب المكاسب المحرّمة، فيغني نفسه عن الناس، ويغني من يتوجّب عليه الإنفاق عليهم، مع الإنفاق في وجوه الخير.[١٠]





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 2622
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

أحاديث عن فضل قراءة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث عن فضل قراءة القرآن   أحاديث عن فضل قراءة القرآن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 8:59 pm

طريقة الاستغفار المأثورة وصِيغه صِيَغ استغفار وردت في القرآن لم تخصّ الشريعة الإسلاميّة فضيلة الاستغفار بصيغة مُعيَّنة، وإنّما جاءت صِيَغ عدّة للاستغفار في كتاب الله وسُنّة نبيّه الكريم، ومن صِيغ الاستغفار في القرآن الكريم:[١] (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).[٢] (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٣] (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).[٤] (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ).[٥] صِيَغ استغفار وردت في السنّة جاء في السنّة النبويّة ذِكر صِيغ عديدة للاستغفار، ومن هذه الصِّيغ:[٦] الصيغة التي عدَّها النبيّ الكريم سيّدَ الاستغفار، وهي أن يقول العبد: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ).[٧] الدعاء الذي يكون في الصلاة ما بين التشهُّد والتسليم، قال -عليه الصلاة والسلام-: (اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت).[٨] ثمرات الاستغفار للاستغفار فوائد وثمرات كثيرة، يُذكَر منها:[٩] تكفير الخطايا والذنوب؛ فالذي يستغفر من ذنبه يغفر الله له خطاياه، وهذه المغفرة تختلف باختلاف درجة التوبة؛ فقد تشمل المغفرة الذنبَ كلّه حتى يعود العبد خالياً من الذنوب، وقد تُخفّف المغفرة من الذنوب ولا تُكفّرها بالكُلّية. دخول الجنّة التي أعدّها الله لعباده المُتَّقين الذين يستغفرون لذنوبهم، ويتوبون عن خطايهم، قال -تعالى-: (أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).[١٠] الوقاية من الخِزي الذي يلحق بالكافرين والمنافقين يوم القيامة؛ فلا يفضح الله المؤمنين المستغفرين، ولا يُخزيهم أمام الأشهاد يوم ترتفع الحُجب، وتتجلّى حقائق النفوس، والأشياء. تجديد إيمان العبد؛ فالذنوب والخطايا تُضعف إيمان العبد، وقد تُحدث شَرخاً في نفسه وقلبه، وقد تحدث نكتة سوداء في قلبه، ومن شأن الاستغفار والتوبة من الذنوب محو أثر تلك السيّئات، وإعادة الإيمان إلى النفس؛ ولذلك ربط الله في كتابه العزيز بين التوبة من الذنب والإيمان؛ ذلك أنّ الإيمان يحمل العبد على إدراك الذنوب، وتمييزها، ويدفعه إلى اجتنابها؛ خشية من وعد الله، ووعيده، وبالتالي يظهر أثر الإيمان في استغفار المؤمن، وتوبته الدائمة من ذنوبه التي يقترفها في حقّ الله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ).[١١] زيادة الرزق، وتكثير البنين، وشيوع الخيرات، ودوام النعمة على الإنسان؛ فثمرة الاستغفار والتوبة تتجلّى في نزول الغيث من السماء مدراراً، فتجري الأنهار، وتنبت الزروع، والثمار، قال -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[١٢]، وفي المقابل هناك آثار للذنوب وللخطايا تتمثّل بحرمان العبد من رزقه، وقد يكون هذا الحرمان محسوساً بحيث يمنع الله عن العبد بعض النِّعم الدنيويّة، وقد يكون هذا الحرمان معنويّاً بحيث يُحرَم العبد نعمة التوفيق إلى الخير، وفي الحديث: ( إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ).[١٣][١٤] دَفع العذاب عن العباد؛ فللاستغفار ثمرة عظيمة في الوقاية من عذاب الله الواقع بالمُذنِبين، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[١٥] للمزيد من التفاصيل عن ثمرات وفوائد الاستغفار الاطّلاع على مقالة: ((ما فوائد كثرة الاستغفار)). أحكام مُتعلِّقة بحال المُستغفِر حُكم الاستغفار مع عدم الطهارة وقع الإجماع بين فقهاء الأمة على جواز ترديد الذكر والدعاء بالقلب واللسان لمن كان مُحدِثاً، أو به جنابة، كما أجمعوا على جواز ذلك للحائض، والنفساء، ومن هذا الذكر: التسبيح، والتهليل، والاستغفار، والتكبير، والصلاة على النبيّ.[١٦] الاستغفار بالقلب أم باللسان فضّل بعض علماء الأمّة الذكر بالقلب على الذكر باللسان إذا أراد المسلم أن يقتصر على إحداهما، وإن كان الجمع بينهما في الذكر أفضل، وأكثر نفعاً، ولا يجوز للمسلم أن يترك الذكر باللسان، ويقتصر على الذكر بالقلب خشية من الرياء؛ فالاحتراز من مراقبة الناس، والخشية من ملاحظاتهم يُضيّع على المسلم كثيراً من مَهمّات الشريعة، ويُغلق أمامه أبواب الخير، وقِيل إنّ تَرك التلفُّظ بالذكر؛ سواء كان مُستحَبّاً، أو واجباً، غير مُعتبَر في الصلاة، أو غيرها، وإنّما يجب على المسلم أن يتلفّظ بالذكر؛ حتى يسمع نفسه، وقد فرَّق آخرون بين الذكر بالقلب، والذكر باللسان، وبيّنوا أنّ الذكر بالقلب يكون من خلال التفكُّر في آيات الله، والإنابة والرجوع إليه، وتعظيمه، ورجائه، وذكر مَحبّته، وحسن التوكُّل عليه، أمّا الذكر باللسان فيكون من خلال كلّ قول يتقرّب به العبد إلى ربّه، وأشرف هذا القول وأعلاه ترديد (لا إله إلا الله)، وذهب العلّامة الشيخ ابن عثيمين إلى القول باعتبار الذكر باللسان فقط، فلا يُعتَدّ بالذكر حتى يُحرّك به المسلم لسانَه، وشفتَيه.[١٦][١٧] أحوال يُستحَبّ فيها قطع الاستغفار ذكر العلّامة النوويّ أحوالاً يُستحَبّ فيها قَطع الذكر، ومن هذه الأحوال: وقت الآذان؛ حيث يُستحَبّ للمسلم أن يُجيب المُؤذِّن في كلمات الأذان، والإقامة، وكذلك وقت الاستماع إلى الخطيب، كما يُستحَبّ قطع الذكر عند تشميت العاطس، ورَدّ السلام، وإنكار المُنكَر المطلوب إزالته، أو عند الأمر بالمعروف، أو إجابة المُسترشِد.[١٦] آداب الذكر والاستغفار ذكرَ العلماء آداباً للذكر، والاستغفار، والدعاء، منها:[١٨] الإخلاص؛ فالإخلاص يجب أن يتحقّق في العبادة، والذكر؛ حتى يكون العمل مُتقبَّلاً عند الله، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).[١٩] تفضيل الطهارة حال الذِّكر. استشعار عظمة الله، وقدرته عند الدعاء، والذكر، قال -تعالى-: (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[٢٠] التمهيد للذكر، والدعاء؛ بتمجيد الله، والثناء عليه؛ فقد كان الأنبياء يبدؤون مناجاة ربّهم بتمجيده، وتنزيهه، وتقديسه قبل الدعاء، وطلب الحاجة، وذلك مَظنّة استجابة الدعاء، واستدرار خزائن الله، كما يُستحَبّ للمسلم حين الاستغفار أن يسبق ذلك بتوحيد الله -تعالى- كما فعل سيّدنا يونس -عليه السلام-، قال -تعالى-: (فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[٢١] استحضار دمع العين عند ذِكر الله، ومُناجاته في الخلوات، وفي الحديث الشريف ذِكر لأصناف العباد الذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه، ومن بينهم رجل ذَكَر الله خالياً ففاضت عيناه. الإلحاح على الله في الدعاء، والاستغفار، فيُستحَبّ عند الذكر أن يعزم المسلم في مسألته، ويُلحّ في طلبه، وفي الحديث: (لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فإنَّه لا مُكْرِهَ له).[٢٢] إشراك المسلم إخوانَه المسلمين في دعائه، واستغفاره، قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).[٢٣] إظهار التضرُّع والاستكانة لله -تعالى- عند الدعاء، فقد استجاب الله دعاء سيّدنا يوسف -عليه السلام- حينما أظهر افتقاره إلى ربّه، وخروجه من حوله وقوّته إلى حول الله وقوّته، قال -تعالى-: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ*فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٢٤] استقبال القبلة عند الدعاء والاستغفار، وجلوس المسلم مُطرِقاً رأسه، ومُستحضِراً الخشية والتذلُّل لربّه. استحباب استعمال السواك قبل الذكر، والدعاء. أسباب المغفرة هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى مغفرة الذنوب، والخطايا، ومنها ما يأتي:[٢٥][٢٦] الإسلام، قال -عليه الصلاة والسلام- مخاطباً عمرو بن العاص: ( ما لكَ يا عَمْرُو؟ قالَ: قُلتُ: أرَدْتُ أنْ أشْتَرِطَ، قالَ: تَشْتَرِطُ بماذا؟ قُلتُ: أنْ يُغْفَرَ لِي، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟ وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها؟).[٢٧] التوبة النصوح؛ وتكون من خلال ترك المُحرَّمات التي نهى الله عنها، والندم على ارتكابها، مع عَقد العَزم على عدم العودة إليها مُستقبَلاً، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).[٢٨] الاستقامة على طاعة الله -تعالى-؛ بلزوم الواجبات، وترك المُحرَّمات. الإيمان الصادق بالله -تعالى-، وهو يتضمّن إيمان العبد بربّه، وملائكته، وأنبيائه، وكُتُبه، ورُسُله، والقدر خَيره، وشَرّه، وأنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، إلى جانب إيمانه بالبعث بعد الممات، والجنّة والثواب، والنار والعقاب. لزوم العمل الصالح من صلاة، وذِكر، وصيام، وصدقة، وبِرّ، وصِلة للرَّحِم، وإحسان إلى الجار، والثبات على الإيمان، والاستمراريّة في العمل الصالح إلى حين الوفاة، فيختم الله على عمله بالصالحات، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،[٢٩] وفي السنّة بيان لفَضل الأعمال في مَحو السيّئات، ففي الحديث: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[٣٠] الإكثار من الاستغفار؛ إذ ينبغي للمسلم أن يحرص على الاستغفار من ذنوبه على أيّة حال، وفي كلّ مكان؛ فيستغفر في بيته، وأثناء مسيره في الطرقات، والأسواق، وعند مجالسة الناس، ففي الحديث: (منْ أكثرَ منَ الاستغفارِ، جعلَ اللهُ لهُ منْ كلِّ همِّ فرجًا، و منْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا، و رزقَهُ منْ حيثِ لا يحتسبْ).[٣١] الدعاء والاستغفار للميّت، ففي السنّة بيان لفَضل صلاة الجنازة على الميّت في غُفران ذنوبه، وتحقُّق الشفاعة له. التصدُّق عن الإنسان بعد موته، والدعاء والاستغفار له، والوفاء بنَذره، والصيام عنه. الحجّ المبرور الخالي من الرفث والفسوق. ترديد الذِّكر عند الاستماع إلى الأذان، ففي الحديث: (من قال حين يسمع المؤذن وأنا اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ما تقدم من ذنبه).[٣٢] موافقة تأمين الملائكة لتأمين العبد. أداء عدد من الأعمال الصالحة، ومنها: صلاة ركعتَين بعد الوضوء، والاجتماع على ذِكر الله، والمَسح على الحجر الأسود. الابتلاء بالأمراض، والأسقام، ففي الحديث: (إنَّ العبدَ إذا مرض أوحى اللهُ إلى ملائكتِه : يا ملائكتي أنا قيَّدتُ عبدي بقيدٍ من قيودي، فإن قبضَه غفرَ له، وإن أعافَه فحينئذٍ يقعدُ و لا ذنبَ لهُ).[٣٣]







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jewels-bdel.yoo7.com
 
أحاديث عن فضل قراءة القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحاديث عن التسبيح والإستغفار
» القرآن الكريم كامل
» قصص الإنسان في القرآن | الحلقة 1 | أصحاب الأخدود - ج 1 | Human Stories from Qur'an
» دعاء الاستفتاح | دعاء تقوله قبل قراءة الفاتحة يفتح لك أبواب الخيرات كلها ولا يعرفه الكثيرون!
» مذكور في القرآن غسيل الكلى وتفتيت وتنظيف الكليتان من الحصى إشربه كل يوم 3مرات وستنزل الحصوة في البول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جواهر الأعشاب للطب البديل :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: عالم الروحانيات :: القرآن الكريم أحاديث نبوية أحكام شرعية أدعية وأذكار شخصيات إسلامية قصص إسلامية معلومات دينية-
انتقل الى: