العلاج بالطب البديل .. كل شيء عن الطب البديل والتداوي بالأعشاب
هو بالتعريف: (ممارسة للعلاج بواسطة وسائل لا تقع ضمن نطاق الطب التقليدي Traditional medicine)، لقد تم دمج مصطلح (الطب البديل) مع مصطلح (الطب التكميلي) حيث تم إنشاء (المركز الأمريكي للطب البديل والتكميلي American Center for Complementary and Alternative Medicine CAM -)، حيث يؤكد الطبيب (ريتشارد دوكينز ) بأنه “يوجد دواء يعمل ودواء لا يعمل، ولا يوجد أي دواء بديل”.
وقد تم الجمع بين هذبن المصطلحين للتداخل الموجود بينهما عند استخدام تقنيات الطب البديل والطب التكميلي، غير أن الباحثين في الطب البديل يرفضون ويعارضون الجمع بين هذين المصطلحين، ويؤكدون على الاختلاف المنهجي بينهما.
وقد تتضمن الممارسة العلاج بالطب البديل نفس الممارسات التي يتضمنها الطب التكميلي من المعتقدات الروحية (Spiritual Beliefs) والمعارف الشعبية (Popular knowledge) أو النهج الحديث كتصور الشفاء.
أشارت الدراسات الإحصائية التي أجريت في العام (1998) والتي استعرضت مدى انتشار الطب البديل (CAM) في (13) ثلاثة عشر بلدًا تبين أن (31%) من مرضى السرطان استخدموا الطب البديل في العلاج، كما أن الطب التكاملي والبديل (CAM) يختلف من بلد إلى بلد آخر، حيث أنه في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) وفي ألمانيا (Germany) والنمسا (Austria) فإن التأمين الصحي يغطي نصف تكاليف العلاج التكميلي والبديل (CAM).
من أمثلة العلاج بالطب البديل والتكميلي:
العلاج بالأعشاب الطبية (Herbal Remedies) واليوغا (Yoga)، والإبر الصينية (Chinese needles)، المعالجة المثلية (Homeopathy)، العلاج بالتنويم المغناطيسي (Hypnotherapy)، وفيما يلي سنتحدث عن كل مثال على حدة وبشيء من التفصيل:
العلاج بالأعشاب الطبية
تجتاح العالم مؤخرًا موجة المطالبة بالعودة إلى الطبيعة في الدواء والغذاء حتى في أسلوب الحياة، والعلاج البديل أو التداوي بالأعشاب على رأس هذه القائمة من المطالبات تلك، حيث أن القدرة العلاجية والشفائية لهذه الأعشاب معروفة منذ أقدم العصور، وما زالت تلك القدرة بادية للعيان حتى يومنا هذا.
ومع أن العلاج بالأعشاب آمن إلّا أن لبعضها مساوئ وأضرار قد تنشأ عنها، مثل تناول شاي شيرال (Cheryl Tea) الذي بإمكانه أن يقضي على الأوجاع والآلام لاعتباره مضادًا للأكسدة، غير أنه قد ينتج عن تناوله فشلًا كلويًا.
كما أن بعضًا من الأدوية قد تتفاعل مع هذه الأعشاب فتتسبب بالضرر للجسم، كتناول الزنجبيل (Ginger) مع الثوم (Garlic) النيء اللذان يفيدان في معالجة الصداع الشديد إلّا أنها يؤديان إلى ميوعة في الدم ويمنعان تخثره الأمر الذي يعرض الشخص للنزيف المستمر.
مع أننا نجد أن هذه الأعشاب عبارة عن أدوية طبية وعقاقير من أصل نباتي، ويتواجد فيها كميات وفيرة من المواد الفعّالة والتي يمكن أن تتفاعل مع أدوية علاجية أخرى لعلاج السكري أو ارتفاع ضغط الدم، لذلك لابد من الحرص الشديد عند تناول هذه الأعشاب، لذلك يجب أن تكون جرعاتها محسوبة وهذا أمر يرشدنا إليه الصيدلي ذلك أن علم الأدوية من العلوم الأساسية في دراستهم.
أمّا العطارون فيجهلون هذه التداخلات وهذه الآثار الجانبية لهذه الأعشاب والتي قد تكون في بعض الحالات مدمرة وقاتلة، وإليكم بعضًا من أشهر الأعشاب المستخدمة في العلاج بالطب البديل والتداوي:
عشبة اليوهمبين (Yohimbine):
اليوهمبين شجرة إفريقية الأصل حيث تنمو في غابات وسط وجنوب إفريقيا حيث توجد في أدغال وغابات نيجيريا (Nigeria) والكاميرون (Cameroon) والكونغو (Congo)، ويصل ارتفاع هذه الشجرة إلى (30 m) ثلاثين مترًا.
تستخدم في الطب الشعبي لاحتوائها على مادة اليوهمبين (Yohimbine) المنشطة والتي تعتبر مثيرة ومنبهًا جنسيًا للرجال، لأنها تستخدم في الطب الشعبي كعلاج لضعف القدرة على الانتصاب لدى الرجال، غير أن تناول جرعة كبيرة منه تؤدي إلى استمرا انتصاب في العضو لعدة ساعات مما يثير القلق لدى مستعمل هذا العلاج.
عشبة البابونج (Chamomile):
نزع من الأزهار تستخدم منذ آلاف السنين لعلاج الكثير من الأمراض مثل تهدئة المعدة، والمساعدة على النوم، هذا وقد أجريت عليه الكثير من الأبحاث والدراسات بعد أن وافقت منظمة الأغذية الألمانية (German Food Organization) على استخدامه على الجلد لمحاربة التورم والقضاء على البكتيريا واستخدم كشاي أو كمكمل غذائي للتخلص من تشنجات المعدة، أمّا استخداماته فتشمل:
القضاء على نزلات البرد، والتهابات القصبة الهوائية والمجاري التنفسية وارتفاع درجة حرارة الجسم.
المساعدة في التئام الجروح بطيئة الإندمال، والخرّاجات.
يستعمل لعلاج التهاب اللثة بالمضمضة.
يساعد على تلطيف أعراض الأمراض الجلدية مثل (الإكزيما Eczema،والصدفية Psoriasis، والطفح الجلدي Skin rash، وحدري الماء Waterpox disease).
يساهم في الحفاظ على نضارة البشرة والحد من مظاهر الشيخوخة وذلك لاحتوائه على الكثير من مضادات الأكسدة (Antioxidants)، سواء تم تناوله كشراب كالشاي أو طبق على البشرة.
ويستطيع التخلص من السواد تحت العين بوضع أكياس البابونج تحت العين وذلك بعد نقعها.
يساهم في المحافظة على مستوى السكر في الدم، ولكونه يحتوي على الفلافونيدات (Flavonoids) فهو يعمل على وقاية القلب من أمراض الأوعية الدموية كما يخفض من ارتفاع ضغط الدم.
يعطي الشعر لمعانًا أخّاذًا إذا تم استخدام منقوع البابونج لغسل الشعر، كما يساعد في القضاء على القشرة من الشعر.
بذور نبات الخردل (cress):
الخردل (cress) نبات عشبي يمكن استخدامه أو يستخدم كمنكه طبيعي لامتلاكه رائحة ونكهة قوية، ويستخدم في الكثير من وصفات الطب البديل لأنه يحتوي على الكثير من المواد والعناصر الغذائية والضرورية لصحة الجسم فهو يحتوي على:
الأجسام المضادة للأكسدة الأوميغا تري (Omega3) وعلى المعادن (المغنيسيوم Mg، والفوسفور p) وهي عناصر مسؤولة عن صحة الجسم.
ويستخدم بعدة أشكال مما يعني أنه يمكن استخدام البذور أو الأغصان أو زيت الخردل بهدف الحصول على أقصى فوائده وهو على عدة أنواع هي:
الخردل الأبيض:
بذوره بيضاء أو صفراء اللون تتميز بخفة وزنها، وتستخدم في صنع غاز الخردل السام وهو أحد الغازات المستخدمة في الحرب الكيميائية، ويسبب استنشاقه مشاكل صحية كثيرة قد تصل جد الوفاة.
الخردل البني أو الهندي:
تتميز البذور ذات اللون البني بطعم قوي وهو ذو رائحة نفّاذة وكذلك يستخدم لصنع غاز الخردل السام.
الخردل الأسود:
الخردل ذو البذور سوداء اللون أقوى الأنواع من حيث الطعم والرائحة النفّاذة.
استعمالاته الطبية:
يستخدم في العلاج بالطب البديل:
هو يساعد على علاج الكثير من التهابات المفاصل والتهابات الصدر والربو على وجه الخصوص، وهو مضاد حيوي عام على العموم.
لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة فإنه يعمل على الوقاية من الأمراض السرطانية والحد من انتشارها في الجسم.
إن الخردل مفيد في علاج الحالات البسيطة من الحروق وذلك بوضع البذور المطحونة والمنقوعة بالماء الدافئ على مكان الحرق لتخفيف الألم وتخفيف ظهور البثور.
كما أن زيت الخردل يعمل على وقاية القلب من الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية وذلك كونه (أي الخردل) غنيًا بالدهون الأحادية الغير مشبعة (Unaturated monounsaturated fats) لذلك يلعب دورًا هامًا في التخلص من الكوليسترول الضار من الجسم (LDL)، ويرفع من معدل الكوليسترول النافع في الجسم (HDL).
كما يمنع ويخفف فرص حصول النوبات القلبية وبالأخص عند الأشخاص الذين لديهم أمراض قلبية والسكري ومرض تصلب الشرايين.
نبات الشوفان (Oatmeal):
من النباتات العشبية وبذوره تستخدم في تغذية الإنسان، ولتوفر كثرة أنتجه فإنه يعد من المواد الغذائية الرخيصة الثمن، يحتوي على كمية من البروتين لا تقل عن الكمية الموجودة في القمح وعلى أكثر من كمية الدهون الموجودة في القمح، كما يحتوي على الأحماض الأمينية الضرورية مثل الأرجينين (Arginine) والأليسين (Alessin) والتربتوفان (Tryptophan) وعلى الفيتامين (B1) وعلى الحديد والفوسفور، أمّا المنتجات الغذائية التي يدخل في تركيبها الشوفان فهي ذات طاقة غذائية عالية.
ويستخدم كطعام مؤلف من الحبوب لوجبة الفطور، ومن الممكن إعداد شاي من وتناوله على عدة مرات في اليوم وقبيل النوم.
ويستخدم في كبسولات وأقراص بمعدل من (1 g) إلى (4 g) غرام في اليوم الواحد، ومن فوائده الطبية:
إن الشوفان يعتبر أحد أهم الوسائل للسيطرة على الغضب وبشكل خاص عند الأشخاص سريعي الغضب، لذلك يعتبر من المهدئات العصبية.
لاحتوائه على مادة (Inositol) فإنه يعتبر من الأغذية التي تحتفظ على المستويات الطبيعية من الكوليسترول في الجسم.
مصدر غذائي جيد لاحتوائه على العديد من المعادن الهامة للجسم مثل البوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم وبالتالي يمكن اعتباره غذاءًا جيدًا منخفض السعرات الحرارية.
يساعد على فقدان الوزن الزائد لم يريد أن يتبع حمية غذائية صحية، لذلك يمكن تناول الشوفان كوجبة صباحية على الفطور لاحتوائه على كميات كبيرة من الألياف الأمر الذي أدى إلى تصنيفه ضمن الأغذية التي تحارب السمنة وذات سعرات حرارية قليلة.
الشوفان من الأغذية الواقية من الإصابة بمختلف أنواع السرطانات التي تصيب الأمعاء، لذلك ينصح خبراء التغذية بتناول الشوفان مرتين أسبوعيًا على الأقل.
وله الكثير من الفوائد الجمالية من ترطيب الجلد وتليينه إلى معالجة مشاكل جفاف البشرة واستخدامه كمنظف للبشرة.
استخدام اليوغا (Yoga) كعلاج بديل:
مما لا شك فيه أن ممارسة رياضة اليوغا (Yoga) بإمكانها أن تعيد توازن الجسم وتجعلة يستطيع الاحتفاظ بحيويته وصحته ونشاطه، واليوغا يمكن اعتبارها نوعًا من التمارين الرياضية التي تقوي الجسم والجلد والعضلات.
حيث أن ممارسة تمارين اليوغا تقضي على الاكتئاب الذي يصيب النسوة والذي يسمى اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum depression) وعنما تصبن النسوة به فإنهن يشعرن برغبة شديدة إلى تناول النشويات والسكريات، ويرغبن بالنوم اكثيرًا، ولهذا فإن التعرض لأشعة الشمس وممارسة رياضة اليوغا بأخذ أنفاس عميقة وببطء شديد فإنها تقوي عضلات البطن ويزيد هذا النوع من التنفس من تروية الخلايا بالدم,
كما أن المشي يساعد على إفراز الأندروفينات (Androfenates) أو الأفيونات (Opiates) والتي تعمل على تسكين الآلام.
والتركيز أثناء ممارسة تمارين اليوغا يجعل الدماغ يفكر بترتيب ويمنعه من التشوش، ومن المفروض أن تستمر تمارين اليوغا من (7 minutes) سبعة دقائق إلى (70 minutes) سبعين دقيقة في اليوم.
إن هذه التمارين تندرج تحت العلاج بالطب البديل وتفيد في التخفيف من الآم الظهر وتقضي على القلق والتوتر، كما تفيد بعلاج الضغط العالي والربو التحسسي لكونها تعمل على توسيع الشعب التنفسية.